كواليس السياسة: حالة غليان في النهضة بسبب الفخفاخ وقلب تونس ..قيادات تسميت في الدفاع عن موقف الغنوشي وأخرى غاضبة من استفراده بالقرار

مثلت النقطة التي وردت في بيان مجلس شور النهضة بخصوص توجهات تشكيل الحكومة الجديدة مفاجأة للكثيرين لا سيما في الجزء الذي تمت فيه الدعوة الى الاستعداد لاحتمالية اجراء انتخابات سابقة لأوانها.

هذه النقطة سبقت بالدعوة الى اعتماد خيار حكومة وحدة وطنية تضم الجميع بلا استثناء والمقصود بذلك قلب تونس حيث لوحظ ان هناك قيادات في النهضة وعلى رأسهم رئيسها مستميتة بشكل كبير في الدفاع عن هذا الخيار والذي تحول من خيار حكومة تضم اكبر حزام حزبي سياسي الى دفاع مباشر عن قلب تونس.
الحوار الاذاعي على أي اف ام الذي اجري مع رفيق عبد السلام وهو صهر الغنوشي ومن اكبر المدافعين عن خياراته وضح اشياء كثيرة منها ان هناك حالة غضب من الفخفاخ ان لم نقل عدم رضاء ورفض بل وصل الأمر الى توجيه اتهامات له بكونه صار ثوريا اكثر من اللازم او فجأة صار ثوريا. هذا الموقف لا يمكن ان نعتبره يمثل كامل النهضة او كل قياداتها بل هناك من علق بخلاف هذا تماما بل وعكسه. من ذلك عبد اللطيف المكي الذي انتقد التحالف مع من سماهم من عليهم شبهات فساد وقال في تدوينة له كون هذا سيشجعهم على المواصلة أي المواصلة في الفساد. هناك اسماء معارضة لهذا التوجه كليا لكنها خيرت الصمت او لعلها اجبرت عليه منها محمد بن سالم فمنذ ان توجه بنقد شديد للغنوشي اثر ظهور نتائج الانتخابات لم يظهر في الساحة بشكل يكاد يكون كليا ولم نعد نسمع صوته.
السؤال هنا: هل كل من ينتقد الغنوشي في النهضة يعاقب؟ العقاب الاول تعرض له الرجل الثاني في النهضة حمادي الجبالي وهي عقوبة قبل بها للحفاظ على وحدة الحركة حينها . اسماء اخرى انسحبت او لعل بعضها اجبر او دفع للانسحاب مثل رياض الشعيبي وزبير الشرودي وبعدها العريض الابن وغيرهم .
السؤال الآخر الذي نطرحه: لماذا هذا الاصرار الكبير من الغنوشي ومن في ركابه على تشريك قلب تونس في الحكومة وقد كانوا قبل فترة رافضين لهذا كليا؟ الامر هنا لا يمكن فصله عن رئيس الجمهورية قيس سعيد فالغنوشي يرى ان الرجل يسحب البساط من تحت قدميه فإلى جانب سلطته كرئيس جمهورية صوت له اكثر من 70 بالمائة من المقترعين فانه تحالف مع رئيس حكومة مساند له كليا ما جعل شق النهضة هذا يصفه بكونه تحول الى وزير اول لا رئيس حكومة.
النهضة تعودت منذ 2011 كونها الماسك بزمام الامور واليوم الاوضاع تتغير وهذا لا يعجب الغنوشي اما مسألة رفض قلب تونس بسبب فض الاقصاء فهي حجة لا تستقيم فالغنوشي مثلما وصفه محمد بن سالم سابقا هو عراب الصفقات السياسية . ما نلاحظه اليوم هو ان شق الغنوشي هو الغالب في النهضة خاصة وان رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني مساند له كليا وقيادات اخرى لكن في المقابل فان هناك قيادات غاضبة وغير راضية عما يحصل وقد تحصل اشياء في المستقبل القريب.
محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى