كواليس السياسة / الغنوشي يسعى لتكوين تحالف مع قلب تونس لتكوين كتلة تصويتية للحكومة تفرض موقفها … وظهور شق في النهضة معارض للشيخ
الجرأة نيوز : محمد عبد المؤمن
رغم ان رئيس حركة النهضة كان معارضا لتكليف الياس الفخفاخ بتكوين الحكومة الا ان رئيس الجمهورية تمسك بموقفه ورفض التزكية التي حصل عليها فاضل عبد الكافي من كل من الغنوشي وقلب تونس ومن ورائه نبيل القروي .
هذا الموقف من شيخ الحركة قابله موقف آخر داخل النهضة ذاتها عمل هو الاخر في مسألة التكليف الحكومي لكنه اتخذ اتجاها آخر معارضا تماما لموقف الغنوشي .
هذا الشق ليس معارضا لعبد الكافي والتقارب مع قلب تونس فقط بل انه اظهر بوضوح معارضته لرئيس الحركة الغنوشي . والأمر هنا تجاوز الخلافات الداخلية في الحزب الى اخراجه حيث باتت وسائل اعلام محسوبة على النهضة تهاجم الغنوشي وتنتقده بشدة منتصرة لفريق داخل الحركة على آخر.
السؤال هنا : لماذا هذا التقارب بين الغنوشي والشق المساند والداعم له وقلب تونس؟ هذا الخيار مرده ان “تكتيك” الشيخ يسير في نفس الاتجاه السابق مع نداء تونس ويريد المحافظة على نفس الاسلوب. من هنا فان هناك مساع حثيثة لتكوين ما يمكن ان نسميه كتلة تصويتية تكون اساسها النهضة وقلب تونس ونواب يمكن اقناعهم بالانضمام اليهم.
لكن الاشكال هنا اننا لم نعد نتحدث عن نهضة منسجمة هذه المرة بل نهضة منقسمة . كما لم يعد امر النهضة بيد الغنوشي كليا بل ان معارضيه صارت لهم القدرة على التمرد على قراراته كما فعلوا عند اختيار رئيس الحكومة حيث نسقوا مع رئيس الجمهورية والتيار وتحيا تونس. بالنسبة لقلب تونس ومن ورائه نبيل القروي فقد عبر صراحة عن موقفه وهو رفض شخص الياس الفخفاخ بحجة انه شخصية من حزب ضعيف ولا تأثير له أي التكتل وان رئيس الجمهورية لم يحترم الموازين في مجلس نواب الشعب .
لكن ما حصل وغاب عن القروي وقلب تونس عموما هو ان موقف يوسف الشاهد ومن ورائه حزبه تحيا تونس سار في اتجاه غير الذي كانوا يتوقعونه حيث ظنوا انهم نجحوا في خلق تحالف معه لكن في الحقيقة فان الامر كان مجرد مناورة سياسية.
بداية الخلاف داخل النهضة في مسألة ترشيح شخصية لرئاسة الحكومة كان اصرار الغنوشي على استبعاد شخص المنجي مرزوق وتعويضه بشخصية اخرى لا علاقة لها بالحزب لكنها مقربة من قلب تونس وهي فاضل عبد الكافي ضمن اتفاق ثنائي بينهما اصطدم برفض شق مهم في النهضة له وايضا تصلب رئيس الجمهورية قيس سعيد في موقفه ورفض هذا الاسم .
ما يحصل حاليا هو ان التنسيق بين الغنوشي والقروي لم ينته بل هناك محاولة لتكوين كتلة تصويتية قوية تستطيع فرض رأيها في اختيار الوزراء وهو ما يمكن ان نعتبره معركة عض اصابع بين الغنوشي ومعارضيه ستحدد موازين القوة في الحركة.