كلمة الصباح: تونس التي نريد لا التي يريدها انتهازيو السياسة
تسع سنوات مرت منذ اندلاع الثورة التونسية التي بقيت الوحيدة صامدة في وجه المؤامرات الداخلية والخارجية والتي حافظت على سلميتها ولم تستطع أي محاولات ان تقودها للعنف كما في تجارب اخرى.
هذه السنوات تحقق فيها الكثير لا سيما سياسيا وعلى مستوى الحريات لكن من الجهة الاخرى فان الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بقيت متدهورة ان لم نقل تدهورت اكثر جراء عوامل كثيرة منها الموضوعي وهي ان أي بلد ومجتمع يمر بتحول سياسي مفاجئ وجذري فانه يتعرض لنكسات كثيرة وكبيرة .
لكن هذا السبب لم يعد مبررا حاليا فنحن نقارب العقد منذ اسقاط نظام الظلم والقمع واستعادت الدولة قوتها وهيبتها وأرسيت الهيئات الدستورية والهياكل المنظمة لضمان الديمقراطية.
اليوم هناك مشكلة كبيرة تعاني منها البلاد وهي انتهازية السياسيين او على الاقل الكثير منهم وايضا انتهازية احزاب بحثت طوال هذه الفترة عن مصالحها وغلبت حساباتها الضيقة على مصلحة الوطن.
اليوم هناك انتخابات تجري تشريعية ورئاسية والصوت امانة والاختيار مسؤولية فهو خيار لا يتم بالعاطفة ولا وفق التوجهات الايديولوجية بل وفق مصلحة الوطن وما يتطلبه هذا الوطن الغالي .
الرهان اليوم هو الملف الاقتصادي والاجتماعي .هي قفة المواطن ومقدرته الشرائية هو امنه الغذائي وامنه في جسده وعيشه لذلك فالاختيار امانة لا لأنفسنا فقط بل للأجيال القادمة.
الجرأة نيوز