عقلية “المخازنية” موجودة في الاقتصاد قبل السياسة
تدخل رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد على امواج الاذاعة ليعبر عن عدم رضاه واستغرابه من تحويل الوساطة حول تشكيل الحكومة الى جوهر بن مبارك والحبيب بوعجيلة .عقلبية
هذا الموقف اثار بن مبارك الذي رد عليه بعنف واتهمه بكونه من “المخازنية ويرفض ان يكون لابناء الشعب العاديين دور سياسي بل هو مقتصر على الكبارات”.
لكن السؤال هنا: ما الذي ازعج الصيد الى هذا الحد ؟
أي هل المهم الحكومة في حد ذاتها ام من كان وسيطا او مساعدا لتقريب وجهات النظر؟
يظهر ان الحبيب الصيد يعبر عن ثقافة كاملة وهي ثقافة “الكبارات والصغارات” والتي هي ضد عقلية المواطنة التي تعطي لأي مواطن حق ان يتصدر المشهد ان كانت له الامكانيات لذلك.
هذه العقلية لا نجدها في السياسة فقط بل هي موجودة في الاقتصاد ايضا فالقطاعات المهمة والحساسة هي “للكبارات” وللمتنفذين ولن يتخلوا عنها ابدا وغير مقبول أن يأتي من هب ودب ليأخذ نصيبه منها وهي احد اهم اسباب عرقلة الاستثمار الداخلي فكل قطاع له عائلات واشخاص تسيطر عليه وتحتكره ولهؤلاء موالين لهم في الادارة واجهزة الدولة يسهلون اعمالهم ويخدمونهم بمقابل.
هذه المعلومة ليست جديدة او هي سر بل معروفة وقد شارت اليها تقارير داخلية ودولية كون اقتصاد تونس تسيطر عليه قلة وتعرقل كل من يريد دخوله .
محمد عبد المؤمن