عدنان منصر للنهضة: ابتعدوا عن قلب تونس والا فستقضون عليه لصالح حزب عبير

 اعتبر عدنان منصر في تدوينة مطولة على حسابه على الفيسبوك بان البعض لا يربد ان يصدق نتائج عمليات سبر الآراء الا اذا توافقت مع رغبتهم . وأضاف ان النتائج التي اعطتها استطلاعات سيغما كونساي اظهرت تقدما لحزب عبير موسي والسبب ان من صوتوا له سابقا فقدوا الثقة فيه بسبب تقارب حصل مع النهضة بالتالي هم سيتوجهون للتصويت للدستوري الحر.

وكتب منصر :

لا يزال كثير من الناس لا يصدق عمليات سبر الآراء، والأقرب للظن أنهم لا يصدقونها فقط عندما لا تعطيهم الأرقام التي يريدونها. لِنمُرّ، أرقام سيقما كونساي اليوم تقول أن انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، في صورة حل البرلمان، ستعطي أسبقية لحزب عبير، لتكون نظريا القوة الأولى في المجلس الذي سينشأ عن تلك الإنتخابات.

بعدها مباشرة تأتي النهضة، مع إمكانية أن تنجح عبير في تشكيل تحالف يسمح لها بالحكم، وترك النهضة أساسا في المعارضة. بأرقام سبر آراء اليوم، سيكون من الصعب، نظريا أيضا، أن تنجح النهضة في عزل عبير وبناء تحالف قادر على حرمان أي حكومة تقدمها من نيل ثقة المجلس. معطى آخر هام جدا، وهو تدحرج قلب تونس إلى المرتبة الثالثة، بما يعني أن جزءا ممن صوتوا له في التشريعيات الأخيرة، سيصوتون لعبير إذا ما اضطررنا لانتخابات سابقة لأوانها. في مقابل هذا المشهد البرلماني، يبقى قيس سعيد محتفظا بنسبة عالية من ثقة التونسيين، حيث لا أحد قادر، نظريا أيضا، واليوم (إذا ما ترجمنا نسبة الثقة إلى أصوات) على أن يفرض عليه خوض دور ثان من أي رئاسيات سابقة لأوانها. ماهي المعاني الممكن استخلاصها من هذه المعطيات، إذا ما اعتبرنا أن البديهية الأولى هي تصويت النهضة وأصدقائها بكثافة لمنح الثقة لحكومة الفخفاخ؟ أولا، الأداء في المجلس، برغم الإدانات التي وجهت لسلوك عبير وجماعتها، أنتج الحالة التالية: تراجع الثقة في قلب تونس الذي بقي أداؤه مترددا بين منطق الحكم ومنطق المعارضة، مما شوش الصورة التي نشرها عن نفسه كحزب مضاد للنهضة. هذا التشويش رفع نسبة الثقة في الدستوري الحر. من البديهي أن هذا التدهور في شعبية قلب تونس سيزيد كلما كان قريبا من الحكم، ومن النهضة، لأن ذلك يضعف مصداقيته تجاه ناخبيه، وهو ما سيزيد في شعبية عبير حتما. مصلحة النهضة تقتضي هنا شيئين غير متناقضين بالضرورة: الإبتعاد عن قلب تونس، وتركه في المعارضة، حتى يمكنه بناء مصداقية تجاه ناخبيه تجعله قادرا على البقاء في حالة تنافس مع الدستوري الحر، والكف عن وضع العراقيل أمام تشكيل حكومة قوية قادرة على الإنجاز، بما يعني التخلي عن سلوك المساومة اللامسؤولة الذي رسخ الصورة السلبية النهضة (فترة “المفاوضات” لتشكيل حكومة الجملي).

استراتيجيا، يجب تغيير الإستقطاب القديم، والذي أظهر سبر آراء اليوم أنه لا يزال راهنا، باستقطاب من نوع جديد، يكون قادرا على تفكيك التحالفات القديمة. في الإستقطاب الجديد، يفترض ألا يكون هناك حديث عن الإسلام السياسي مطلقا، حيث سيكون استقطابا بين المنظومة الجديدة التي يرمز لها رئيس الجمهورية والحكومة القادمة (بتركيبتها وتوجهاتها)، وبين بقايا المنظومة القديمة. لم يعد في نظري للنهضة، كما رأينا سياستها منذ ست سنوات، أي شرعية لتصنيف نفسها ضمن المنظومة الجديدة، فهي بين بين في أفضل الحالات.
على المستوى البعيد، لا أرى خارج هذه الفرضية، أي إمكانية أخرى لوقف زحف الدستوري الحر، بالتوازي طبعا مع تركه في حالة تنافس، داخل المعارضة، مع قلب تونس. حكومة إنجاز بخمس سنوات، ورئاسة فاعلة حتى من خارج التأويل الحرْفي للدستور، وتعميق الإستقطاب بين جديد ديمقراطي، وفاعل ونزيه، وقديم استبدادي وعاجز وفاسد ! نصيحة لوجه الله: إذا أرادت النهضة “عمرا مديدا” لقلب تونس، ورغبت في لجم طموحات الدستوري الحر، فلتتوقف عن الغَزَل الذي تمارسه تجاهه، فغَزَلُها قاتل لها، وله !

الجرأة نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى