عبير موسي صاحبة «باتيندة» الدستوري الحر …و القوة الثانية في المشهد السياسي
تونس – الجرأة نيوز
الامر لا يمكن التعامل معه من حيث عدد المقاعد في البرمان لان هذا المقياس لم يعد هو المؤثر حقيقة. ما نعنيه هنا هو التأثير الكبير الذي باتت تمثله زعيمة الدستوري الحر بنسخته الجديدة عبير موسي فحزب عبير اليوم وان حمل اسم الحزب الذي كان يتزعمه الزعيم الحبيب بورقيبة في وقت من الاوقات لا علاقة له بالحزب الحالي.
المقياس اليوم صار مرتبطا بالتأثير اساسا فعبير هي الحزب حاليا والحزب هو عبير وهناك نسبة من التونسيين مهما كان عددها تستسيغ هذه الوضعية وترتاح لها .جزء منها كرها في النهضة وجزءا اخر يحن لزمن بورقيبة وجزء لزمن بن علي وكل هؤلاء استثمرتهم عبير موسي لتمتلك باتيندة الحزب وله تحقق الظهور والتأثير .
الوضع منذ فترة بات محكوما بالصراع داخل البرلمان وفي وسائل الاعلام فمعركة عبير موسي اعلامية بالأساس . ولعل جلسة سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي اوضحت لنا بشكل جلي ودقيق سمات المعركة القادمة في “حلبة “البرلمان.
هذه الجلسة سجلت هزيمة مدوية لعبير موسي حسب انصار المنتصرين امام الحزب الاول في تونس حركة النهضة وحليفه ائتلاف الكرامة و شق من حزب قلب تونس (سجل العديد من الاستقالات بسبب سياسة الحزب) وخرجت مطأطئة الرأس بعد فشلها في الاطاحة برئيس الاخوان كما تدعوه من كرسي البرلمان.
لكن هذا الانتصار العددي للنهضة التي حافظت به على منصب رئيسها وحفظت له ماء وجهه بخفي حقيقة اخرى وهي ان عبير تمكنت من تحقيق عدة اهداف .اولها انها وضعت الغنوشي في منطقة الخطر وقد يتكرر الامر. الثاني انها خلقت ” عداوة ” ظاهرة بين النهضة والتيار الديمقراطي بعد ان كانت تراوح بين الخلاف والمهادنة. الامر الآخر انها استطاعت ان تسحب أحزابا نشأت بعد الثورة منها التيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس وتجعلهم ويصطفون وراءها ضد النهضة وتظهرهم وكأنهم يدافعون عنها بعد ان كانوا يشتمونها بأبشع النعوت عبير هنا استطاعت ان تحشد لمبادرتها ضد الغنوشي 97 صوتا لتظهرهم وكأنهم كتلتها التي تتبعها .
الأمر لن يقف هنا بل ستكون لع تبعات منها ان البرلمان انقسم بين النهضة وحلفائها ومن جهة اخرى عبير موسي ومن تبعوها في جلسة سحب الثقة . لكن ما نطرحه هنا هو: هل يمكن ان يفرض منطق المصالح مهادنة بين احزاب تصنف كونها ثورية ونقصد التيار وحركة الشعب وحزبا يصنف كونه من النظام البائد ؟
بشير الزواوي