رسالة الى قارئ وحيد يوسف العلمي : وجه الافريقي عبوس تعيس …لا قبّح الله وجه الرئيس “
كتب : الحبيب العرفاوي
جاهل و ناكر جميل و جحود من ينكر أن النادي الإفريقي فريق عريق . فريق ساهم في نحت سجل حافل لكرة القدم التونسية .فريق بني على سواعد قامات و رجال اخلصوا العمل وما بدلوا تبديلا . و جماهير الإفريقي لا تضاهيها جماهير و أهازيج فيراج الإفريقي لا تضاهيها أهازيج بل هي احلي من شهد العسل و أرقى من عديد المعزوفات التي قدمت في مهرجان الأغنية التونسية على مر السنين … و مع ذلك لا بد من القول إن الإفريقي على عراقته تلوث بيد الفساد و التلاعب …
أموال طائلة صرفت على الانتدابات ووعود كبرى ظل يرددها رؤساء النادي الإفريقي على مر سنوات بعد الثورة . و مع ذلك لم ينجح احدهم و انت اخرهم في تثبيت فريق قوي يستطيع أن يثبت جدارته بالفوز بلقب الدوري التونسي و أن يقدم كرة جميلة تليق بعراقة الإفريقي و يصل إلى سدة التتويج عن جدارة و استحقاق كما فعلها الإفريقي في مواسم التتويج السابقة و آخرها مع الجزائري عبد الحق بن شيخة ..
و لعمري أنكم حققتم استحقاقا في فهم اللعبة الجيدة و أدركتم أن الوصول إلى المبتغى لا يكون على الميدان فلعبة الجلد المدور لم تعد تهندس على الملعب بل نتائجها تحصل خارج الميادين و في الغرف المظلمة . لذلك هادنتم رئيس الجامعة و هرولتم إليه هاشين باشين و مستلطفين و كنتم خادما طيعا ثم طوعتوه فكان لينا كالصلصال و لكن لم تستفد الافريقي شيءا من كواليسكم .
ان السياسة الاعتباطية التي تعتمدونها تتمثل في صرف اهتمام شعب الافريقي عن فضيحة إفلاس ناديهم العريق والتستر عمن عبثوا ليس بمشاعر احباءه وفئاته المولعة بكرة القدم فقط، بل لم تحرصوا على حوكمة المال العام النادي واستخففتم بذكاء الكليبستية من خلال اختزال الأزمة في شخص مدرب تقرر ـ بعد تماطل الجهات المعنية وتلكؤها ـ فسخ عقده لا سيما أن الإطار الفني ـ لا يعدو أن يكون الحلقة الأضعف وعنصرا ضمن منظومة يهيمن عليها منطق التعليمات والتحكم عن بعد… ثم ترمون بفشلكم على لاعبين قيل عنهم أنهم لم يفلحوا إلا في لهف المنح و الجرايات ولم يحترفوا إلا في فن ّالبذخ و الترف و الشيخات .
سياستكم يا سيد الرئيس بلهاء، تخلطُ بين الأبيض والأسود ترى الغث سمينا والسمين غثاً، حتى غدت الجمعية تقترب في صورتها من صورة النعجة المدلدلة الرأس تأكل من حولها ولا تدري أين حُسن المرعى ولا جودة الكلأ.
و في كواليس النادي الفريقي العريق كانت النطيحة و المتردية و الموءودة و ما أكل السبع . ومن شر البلية أن يرى الواحد منهم نفسَه شهاباً من كوكبٍ لا يقرب الأرض ويتنزه عن تربتها وكأنه لم يخلق من طينٍ ولا من نار بل نورٌ على نور، إن ناقشتهم استكبروا وأبوا، وإن أخبرتهم ولوا وعصوا، وفي كواليس النادي يشهد هذا لهذا ويقطع هذا لذاك، فتُحاك المسرحيات وتُقص القصص وتبنى الخزعبلات فيمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا
منذ قدومكم اخترتم الرقص على الاوتار و رفعتم في سقف الشطحات كتلك التي يحيط بها نزال في اروقة محاكم الرياضة الدولية و لم تكن هناك سياسة واضحة و هدفا محددا … منذ قدومكم لا فرح و لا حتى ثقب منير مضيء يبعث على الامل و حتى تعييناتكم كانت على الهوى و الهوية … فتهتم تغيرون المدربين كما من يغير تبانه دون اختيارات صائبة و لا رؤية واضحة و منهجية تنم عن حسن الاختيار رغم دقة المرحلة …
المحصلة السيد العلمي بكاء و نحيب في قاعات اليد … و تهجم و حزن مع ملاعب القدم … فلا فلاح و لا صلاح … و لا اي نجاح …
السيد العلمي يا رئيس