دعوة للرئيس قيس سعيد لفتح هذا الملف : العلف المدعم سعره 13 دينارا ويباع للفلاح في السوق السوداء ب 35 دينار …مسؤلون جهويون متواطئون
تونس – الجرأة نيوز: محمد عبد المؤمن
الفساد ليس سياسيا فقط بل الأدهى منه الفساد الذي يضرب قطاعات حساسة وخاصة الفلاحة منها.
فهذا القطاع الذي يمثل دائما قاطرة الاقتصاد وهو الذي ينقذ تونس مع كل ازمة يتعرض لسياسة ممنهجة لتدميره من خلال مافيات فساد وعصابات لا هم لها الا تكديس الاموال مستغلين علاقاتهم ومناصبهم.
من اهم الملفات الحارقة ملف العلف والذي يرتبط به مئات الآلاف من الفلاحين أي مربي الماشية والابقار وغيرها.
فهؤلاء من المفترض ان يحصلوا على الاعلاف مدعمة من الدولة لكن الفاسدين سيطروا على القطاع وحولوه الى مجال لتكديس الاموال .
فالدولة سعرت كيس النخالة ب 13 دينار على ان يمنح للفلاح ضرورة لكن ما يحصل ان اياد خفية تتحكم مخزون كل ولاية وتتصرف فيه كيفما تشاء فتعطي حسب المحسوبية والمصلحة أي الرشاوى.
اكثر من هذا فان الاسعار صارت من نار والنتيجة ان الفلاح يستغيث ويحذر من كون قطيعه الحيواني ينفق وهو غير قادر على التصرف بينما عديمو الضمير يكنزون المال من خلال الاستحواذ على العلف المدعم من الدولة وبيعه في السوق السوداء .
السؤال اين الدولة واين المسؤولين ام ان التواطؤ هو العنوان.
ويؤكد الفلاحون حول هذا كون أسعار العلف عرفت مستويات قياسية جدا بل غير منطقية بما في ذلك في سيدي بوزيد وهي مجرد عينة نعرضها لان ولايات كثيرة تعاني من نفس المشكلة منها تطاوين.
حيث اصبح كيس النخالة المدعم يباع بين 33 و 35 دينار و الحال ان سعره الاصلي لا يتجاوز 13 دينار . اما سعر كيس الشعير فقد بلغ 40 دينارا في ظل حالة انفلات رهيبة و غير مسبوقة في الاسعار و غياب الاجهزة الرقابية و تواطؤ مفضوح لاتحاد الفلاحين بسيدي بوزيد
ففي ظل حالة الجفاف و انحباس الامطار التي تعيش على وقعها جهة سيدي بوزيد عانقت اسعار العلف الموجه للماشية عنان السماء بشكل عجز معها الفلاح عن مواصلة تربية الماشية و دفعت بالعديد منهم الى بيع قطيعه بابخس الاثمان
تلاعب خطير بالاسعار تقوم به نيابات التوزيع التي يتعامل معها اتحاد الفلاحين بسيدي بوزيد و شبهات فساد اصبحت حديث الجميع في الجهة ( عناصر داخل الاتحاد توجه شاحنات العلف الى نيابات محددة بسعر 20 دينار لكيس النخالة مثلا عوض 13 دينار مع ترك الحرية لصاحب النيابة في البيع بالسعر الذي يريده وهو ما جعل الثمن يصل الى 33 و 35 دينار للكيس الواحد )
و يبقى السؤال : اين الدولة ؟
معضلة اخرى
الامر لم بقف هنا فالكثير كمن المناطق اليوم تطلق صيحات فزع جراء الانقطاع المتواصل للمياه بثرة باتت تدعو للريبة أي وكان المر مدبر بليل لغاية ما فهناك مناطق فاقت مدة انقطاع الناء الاسبوعين واكثر وكلما طالب المواطنون والمربون والفلاحون بحقهم لم يجدوا الا الاذان الصماء.