حكايات تونسية / حمام الذهب بلاع الصبايا …القصة كاملة
تبقى تونس دوما بلد المعالم والتراث المحسوس والمنقول اللفظي . ومع كل معلم هناك حكاية ذات وجهين وبعدين الاول الحقيقة كما هي والثاني الاسطورة او هي الحكاية التي تحيط بالمعلم والاثر.
وما اجمل حكايانا التونسية.
في منطقة باب سويقة وتحديدا بين باب سويقة وباب الخضراء يتمركز حمام عربي عرف باسم حمام الذهب . هذه التسمية لها سبب او بالأحرى قصة .
يروى ان امرأة ارمة لها بنت صبية جميلة كانت تمتلك حماما في جهة باب سويقة وكانت تشتغلان فيه معافهو مصدر رزقهما الوحيد.
في احدى الايام وبعد ان فرغ الحمام من المستحمين دخلت الام وابنتها لبيت السخون وجلستا على الجابية لوضع ارجلهن في الماء الساخن . فجأة انفتحت في الجابية حفرة مملوءة بالذهب .
انبهرت الام بما راته وامرت ابنتها بان تنزل وتخرج لها كل ما تستطيعه من الذهب الموجود.
نزلت الفتاة وبدأت تأخذ الذهب وتسلمه لامها وفجأة احست ان الحفرة بدأت تضيق واخبرت امها لكن الطمع اخذها وامرتها بان تواصل اخراج الذهب .
في نهاية المطاف اختفت الفتاة داخل الحفرة ولم يبق منها الا شعرها .
ومما يروى ان هذا الشعر يظهر كل يوم جمعة من تحت رخام الارضية رغم ان الام كانت باستمرار تقصه لإخفاء السر .
في المخيال الشعبي فان الجن الاحمر هو من اختطف الفتاة لأنه احبها وعشقها .
يروى كذلك انه بعد ان شاعت القصة ووصلت الى الباي أعطى تعليماته بألا تدخل أي امرأة او فتاة للحمام وصار حكرا على الرجال ومن يومها بات يسمى حمام الذهب.
طبعا هذه الحكاية من المخيال الشعبي لكنها متداولة الى اليوم بل الى الان يمكن مشاهدة هذا الحمام وحتى الدخول اليه .