ثلاث كلمات هامة قالها قيس سعيد لأردغان
بعيدا عن مسألة الدرس الصحي الذي قدمه الرئيس التركي خلال الندوة الصحفية مع نظيره التونسي قيس سعيد حول مضار التدخين فان ما يعنينا اولا واساسا هو سبب الزيارة التي اداها أردغان لتونس.هنا لا يمكن ان نستثني الملف الليبي والمبادرة التي يرعاها قيس سعيد والتي ولدت بعد لقائه بشيوخ القبائل والمدن الليبية .
لكن للزيارة جانب آخر لا يقل أهمية متعلق اساسا بالاقتصاد.
هنا يمكن رصد ثلاث كليمات قالها سعيد لنظيره التركي.
الأولى زيت الزيتون والثانية دقلة النور والثالثة ضرورة التوازن في التبادل التجاري بين البلدين.
فرغم ان زيارة الرئيس التركي دائما تحدث حالة غضب عند البعض بسبب مواقف ايديولوجية الا ان هذا لا يمنع الجميع من الاعتراف كون التجربة الاقتصادية التركية تعتبر نموذجية ومتميزة وما يعنينا اساسا هو هذا.
أي كيف يمكن الاستفادة من هذه القوة الاقتصادية وفق تعاون لا تبعية الضعيف للقوي كما حالنا مع الاتحاد الأوروبي.
هذه السنة هناك انتاج كبير وضخم من زيت الزيتون وانتاج مهم من دقلة النور والمعضلة انه رغم جودة هذه المنتوجات الا ان الشريك الأوروبي يضغط بها دائما من خلال تحديد سقف معين لتوريدها رغم انه في حاجة اليها ومطلوبة بكثرة في اسواقه فهو يضعها ضمن معادلة تقوم على التوريد مقابل التصدير فتفرض على بلادنا بضائع وسلع كان من الممكن توريدها من اسواق اخرى بأقل تكلفة.
ما قاله سعيد ليس بجديد وهو يقصد ان فتح السوق التونسية للبضائع التركية يجب ان يقابله فتح السوق التركي للبضائع التونسية .
لنترك هنا ما قاله سعيد وما قاله أردغان لنركز على ما هو اهم وهو سياسة الدولة ذاتها فتونس لا يمكن ان تكون بلدا مغلقا يحصر تعاملاته مع الجانب الاوروبي او ما يسمى الشريك الاوروبي وهو في الحقيقة شريك ظالم انتهازي لا يرحم .
هذه الصفة ليست معنوية فأي بلد يبحث عن مصالحه ولن تكون لا تركيا ولا غيرها احرص منا على مصالحنا لذلك فما نراه من فائض وهو مثال في زيت الزيتون لا يمكن ان يكون معضلة الا ان كان هناك مسؤولين لا يستحقون المنصب الذي هم فيه اما الدول التي تخطط فهي تعرف كيف توجه منتوجها او الفائض منه نحو اسواق جديدة خاصة وان ما نروجه مثل زيت الزيتون ودقلة النور هو منتج متميز عالميا وقادر على فرض نفسه .
المطلوب هنا ليس خطب رنانة بل تعويد السوق التركية على زيتنا وغيره لان التعود اهم من كل الاتفاقات .
محمد عبد المؤمن