تلميذ يحوّل معدله من 9 الى 19.5 و تلميذة تجعل استاذها يبكي بحرقة
كتبت الاستاذة جوهر قيطرانة ما يلي : من أروع ما سمعت قول هذا التلميذ بعد ما تحوّل العدد المتحصل عليه في مادة الرياضيات و بعد شهر درسنا فيه كثيرا.. من 09/20 إلى 19٫5/20 “مدام جيت فارغ و مليت”
سرٌني كثيرا اختيار الأستاذ لك لتظهر ما لقنتك إياه أمام المتفقّد…
في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر
في ضفة اخرى كتب الاستاذ الطيب الجوادي ما يلي
بمجرد أن انطلق الدرس، رأيتها ترفع اصبعها بتردد :
-تفضل لاباس ؟
سيدي عندي ما نقلّك،وحدك
-تفضلي ،قلتها بنبرة استعجال،،
عندما وصلت قريبا من مكتبي،انتبهت لعينيها المليئتين بالدموع
-سيدي،أنا جيت اليوم باش نودعك !قالتها وانخرطت في نشيج يقطع نياط القلب
ألقيت بقطعة الطباشير على المكتب واحتضنتها ،همست لها:
-لاباس ،وين ماشية،انت لاباس؟
-العائلة لكل ماشين لكندا باش نعيشوا فيها نهائيا
تركتها وجلست على الكرسي،وكما يحصل في مثل هذه الحالات،داهمني تبلّد غريب ولم أعرف ماذا أقول وماذا أفعل،ولمعت في ذهني صور الكراسي الفارغة لتلاميذ رحلوا لسبب أو لآخر فخلفوا في روحي وذاكرتي ندوبا عميقة لم تشف أبدا ،يا إلاهي،رحيل آخر،صرخت أعماقي،فتاة في عمر الزهور تودع استاذها ورفقاءها لترحل بعيدا جدا،هاهي تُقتلع اقتلاعا من وطنها وبيئتها لتغترب في مغرب الأرض،وشوشت لي:
-سأذكرك بشكل خاص،ولن أنسى حكاياتك اللذيذة أبدا،،وغلبتها دموعها مرة أخرى
ولم تسعفني الكلمات،فتركت القاعة لأحرث الرواق جيئة وذهابا بدون هدف ودموع غزيزة تهمي في أعماقي،،نعم ،إنهم ليسوا مجرد أرقام في دفتر مناداة ،بل أكبادنا الذين لم ننجبهم،،ومع ذلك ترتبط أقدارنا بأقدارهم للأبد !