تكتيك جديد من الشيخ لإنقاذ النهضة : وساطة كانت ” على بنك الاحتياط” في الحركة كلفت بمهمة…التفاصيل

تونس – الجرأة نيوز:

حدث حصل في النهضة مؤخرا لم يتم التركيز عليه كثيرا تم التعامل معه وكأنه شأن داخلي صرف في حين انه مرتبط بمحاولة جديدة من الشيخ الذي عرف بتكتيكه لإنقاذ الحركة قبل فوات الاوان.

بالنسبة للشيخ الغنوشي فقد تعود منذ تقلد رئاسة النهضة قبل اربعة عقود على التراجع خطوة او اثنتين وقت الازمات ليعقبها بخطوات الى الامام بعد ان يتم تجاوز الازمة والرياح العاتية او العاصفة.

ما نتحدث عنه هنا هو ما سمي بلجنة الحل وما يعنينا هنا رئاستها.

فهي أي الرئاسة للجنة لم تمنح لاحد القيادات البارزة حتى ممن عرفت باعتدالها على غرار عبد اللطيف المكي كما لم تعط لشخصية حصل بينها وبين رئيس الجمهورية مؤخرا تقارب مهم ونعني لطفي زيتون بل منحت لقيادة ليست من الصف الاول لكن لها سمات وخصائص لا توجد عند غيرها.

نحن هنا نتحدث عن محمد القوماني والذي انضم الى النهضة عام 2016 أي بعد المؤتمر .

لكن من غير الدقيق القول انه انضم الى النهضة بل الادق انه عاد الى النهضة او الى الاتجاه الاسلامي وهو ابنه حقيقة .

فقد تم انسلاخ مجموعة اطلقت على نفسها باليسار الاسلامي منها الجورشي والنيفر وايضا القوماني.

يمكن فهم فكر هذا التيار او المجموعة من خلال كتابات محمد عمارة.

هؤلاء لم يدخلوا في صراع مع نظام بن علي بل منهم من عمل معه مثل حميدة النيفر أي ان اليسار الاسلامي وهو نظريا كان منسلخا عن النهضة بعد مراجعات آخرها حصلت بعد القطيعة التامة مع النظام بعد انتخابات 1989.

أي ان هذه القطيعة تزامنت مع فترة الصدام والمواجهة مع نظام بن علي.

السؤال هنا: هل ان عودة القوماني للنهضة محكومة بمراجعات ما بعد المؤتمر الاخير ام ان تموقع النهضة في السلطة يسر الامر.

لا يهم الجواب هنا بقدر ما يهم الحدث في حد ذاته.

وهو ان النهضة استقطبت الغاضبين القدامى وهو استقطاب ليس بريئا ولا عشوائيا بل لتقديم صورة وايضا فقد تحتاجهم في وقت ما وهو ما حصل.

للعلم فان البعض سماهم الهاربين وغير ذلك من الصفات.

اليوم ما يمكن ان يطلق عليهم اليسار  السلامي وهم المتبرئون من جماعة الاخوان او المنتقدون لها والرافضون للتماهي فيها مسكوا ملف ايجاد الحل وعلينا هنا ان ندقق في بيان النهضة  الاخير حول هذه اللجنة حيث ختم بالقول تنتهي بانتهاء مهامها.

وكأنه اقرار كونهم لن يتولوا القيادة للحركة وان القرار مازال بيد الغنوشي .

وهو سطر مهم يعكس شخصية رئيس النهضة منذ 40 سنة أي عدم ترك دفة السفينة النهضاية لاحد غيره لا من القدامي بما فيهم الآباء المؤسسون ولا من الجدد.

السؤال الاخر:

هل سينجح القوماني وفريقه فيما كلفه به الغنوشي؟

طبعا البعض سينكر الامر خاصة الحديث عنة تكليف الغنوشي

لكن هناك سؤال مغاير لهذا لا يقل عنه اهمية وهو: هل ما تزال هناك فرصة للنهضة لتعود من جديد؟

أي فرصة للنهوض واستعادة القوى والتأثير؟

بات واضحا ان النهضة تريد مرور العاصفة بسلام او بأقل قدر ممكن من الخسائر مع الاستعداد حاليا لتقديم تنازلات لكن في الطرف المقابل هناك عقل مدبر ظهر كونه فاق تكتيكات الغنوشي .

لكن مما حصل يبدو ان شيخ النهضة لم يسلم ويظهر انه لن يسلم

محمد عبد المؤمن

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى