تقرير: تونس من الدول الاشد فقرا في شمال افريقيا و الشرق الاوسط

اصدر البنك الدولي على موقعه الاكتروني الرسمي تقريره الدوري بعنوان السنة الحالية تحت عنوان “حل معضلة الفقر”، وتتناول فيه نسب الفقر حول العالم ومحددات وتعريفات الفقر، و وتم وصف الفقر بانها حلة كل من يعيش بأقل من 3.20 دولار (9 دنانير) في اليوم في البلدان متوسطة و ضعيفة الدخل. أما صفة الفقر المدقع، فتقع على من يعيش على أقل من 1.90 دولار (5 دنانير و نصف) للفرد في اليوم.

وبحسب تقرير البنك الدولي الصادر في 17 أكتوبر، فإن القضاء على الفقر المدقع يظل تحديا ضخما رغم التراجع الكبير في معدلاته. ووفقا للتقرير، فإن هناك أكثر من 1.9 مليار شخص، أو 26.2% من سكان العالم يعيشون على أقل من 3.20 دولار للفرد في اليوم، كما أن هناك نحو 46% من سكان العالم يعيشون على أقل من 5.50 دولار للفرد في اليوم.

و في خصوص الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فان اليمن و مصر و العراق و تونس و الاردن و و المغرب هي من اشد البلدان فقرا في المنطقة.

و تاتي تونس في المرتبة السادسة بعد العراق اذ تصل حسب البنك الدولي نسبة السكان الواقعين تحت خط الفقر المحلي في تونس إلى 15.2% من إجمالي عدد السكان، فيما تصل النسبة إلى 3% فيما يخص خط الفقر الدولي.

هذا و كانت وحدة البحث المتخصصة في اقتصاد التنمية بالمعهد العالي للعلوم الاقتصادية والتجارية بتونس قد قامت العام الفارط بإنجاز دراسة لرسم خارطة للفقر بتونس و قياس مدى تأثير الظاهرة، على مستوى مختلف الجهات بناء على مقاربة إحصائية أخذت بعين الاعتبار مجمل المتغيرات المتعلقة بمؤشرات التنمية البشرية.

و في هذا الإطار، بينت معطيات الدراسة، أن التونسيون الذين يعيشون تحت خط الفقر يقدر عددهم بقرابة مليوني شخص موزعين خصوصا على ولايات الشمال الغربي والوسط والجنوب الغربي. و أن عدد العائلات التي يقل دخل أفرادها عن 1450 دينارا في السنة للشخص الواحد يناهز 412 ألف عائلة.

كما تبرز خارطة الفقر التي حددتها الدراسة أن أكثر المناطق تضررا هي منطقة الوسط الغربي إذ تتجاوز فيها نسبة الفقر 45%، وذلك في معظم معتمدياتها وخاصة منها التابعة لولاية القصرين، لا سيما معتمديات حاسي الفريد و جلمة و الرقاب وبئر الحفي و ماجل بالعباس و حيدرة و المزونة وسوق الجديد بحكم بلوغ النسب فيها في المعدل 53%.

و خلصت الدراسة إلى أن ضعف الاستثمار العام في الصحة والتعليم وغير ذلك من البرامج الاجتماعية يؤدي و إلى حد بعيد إلى زيادة الفقراء بشكل مطرد، خصوصا أن الاهتمام بالأسباب البنيوية للفقر في تونس ضعيف للغاية، مثل عدم المساواة في الفرص، أو التوزيع غير العادل للثروات المراكمة و النمو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى