تحت المجهر/ بقلم محمد عبد المؤمن : البغدادي انتهت مهمته كما بن لادن قبله
مثلما تمت تصفية اسامة بن لادن في عملية مفاجئة لم تعرف تفاصيلها الى الان سوى ان قوة توجهت الى باكستان ونفذت عملية فجرا وفي الصباح خرج الرئيس الامريكي اوباما ليعلن عن النصر الكبير وان جثته ألقيت في البحر.
فعملية تصفية ابو بكر اليغدادي لا تكاد تختلف كثيرا فهي عملية تمت فجرا لكن الاختلاف ان زعيم داعش فجر نفسه بحزام ناسف هو وزوجتيه وفق ما اعلن طبعا.
الى هنا تنتهي القصة في انتظار ظهور شخصية جديدة تتم صناعتها اليوم في غرف المخابرات الامريكية والغربية ليحطموا بها العالم العربي ويشغلوه.
مثلما كانت القاعدة صناعة مخابراتية فان البغدادي هو كذلك فانفصاله عن القاعدة وتحالفه بداية مع جبهة النصرة وعلاقاته بالزرقاوي ثم الجولاني واعلان دولة الخلافة كلها ملابسات غريبة بل ان سقوط الموصل في العراق وبعدها اراض شاسعة فيها والانتقال الى سوريا ثم ليبيا كلها احداث غامضة لم تعرف تفاصيلها ولن تعرف مثلما لن يعرف شيء عن كيفية تصفيته حقيقة ان كان فعلا بتفجير نفسه او بقصف جوي او بطريقة اخرى اما الفيلم الذي يقدم للرأي العام الامريكي اولا ثم العالمي فهي افلام هوليوودية.
مشكلة الامريكان انهم يصنعون فزاعات لكنها تخرج عن سيطرتهم وتتحول الى وحوش قاتلة فتنشر الارهاب والموت والخراب وبعد فترة يتحركون ليقوموا بتصفية الزعيم لكن الفكرة تبقى فان مات بن لادن فان مريديه بقوا والعالم يعاني من ارهابهم وعنفهم وتطرفهم وامراضهم النفسية واليوم مات البغدادي كما اعلن الامريكان لكن هل انتهى الفكر الداعشي وانتهت داعش؟
خطر داعش ليس عمليات ارهابية فقط بل الخطر الذي لا يقل عنه خطورة هو فكر داعش فالعمليات الارهابية يمكن التصدي لها بخطط استباقية لكن انتشار الفكرة والدمغجة هو الكارثة لان ما صنع لهدف معين لن يبقى فيه بل سيتجاوزه وينتقل الى ارض اخرى وبيئة اخرى وهو ما نراه اليوم في الغرب الذي ضربه الارهاب في عقر داره.