بنك خاص يعرض قصر احمد باي المصنف قصرا تاريخيا للبيع
تداولت مصادر مطلعة و موثوقة مؤخرا اعلان شركة عقارية تابعة لبنك اجنبي خاص – معروض منذ مدة للبيع لاسباب تتعلق باعادة تموقع الشركة الام التي تمتلكه بالقارة الافريقية – عن وضع قصر احمد باي بالمرسى للبيع وهو معلم تاريخي مصنف من قبل وزارة الثقافة منذ سنة 2016.
و قد حدد تاريخ 23 سبتمبر القادم كاجل اقصى لطلب عروض الاقتناء علما انه من الوارد و الى حد بعيد حسب منظمات و هياكل من المجتمع المدني بالجهة ان يتم بناء عمارة او مركز طبي سواء من قبل تونسي او اجنبي مكان المعلم التاريخي. و قد تم التعبير في هذا الصدد عن الاستنكار الشديد لهذه الوضعية التي وصفت بالمزرية في ظل ما اعتبر صمتا غريبا لبلدية المرسى و سلط الاشراف مركزيا و جهويا و محليا للتدخل لانقاذ احد ابرز المعالم المعمارية بتونس الكبرى.
يذكر ان القصر المواجه لمقهى الصفصاف بقلب مدينة المرسى التاريخية كان قد اشتهر باسم دار أحمد باي كما اشتهر باسم هذا الأمير الجامع المجاور لهذا القصر ثم المركب السكني الذي حل مكان قصر دار التاج و في الحقيقة أنه لا هذا القصر و لا الجامع المذكور من تأسيس أحمد باي بل كانا موجودان قبله فجانب من هذا القصر معدودا ضمن العبدليات التي تحدث عنها الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في إحدى محاضراته حول الآثار الحفصية بالمرسى واعتبره إحدى العبدليات الثلاثة وهو أوسطهم.
وحسب المصادر التاريخية، فقد سكن هذا القصر الكونت جوزاف رافو المتوفى سنة 1862 الذي وصل إلى رتبة وزير للخارجية في عهد الأمير أحمد باشا باي الأول ثم ملكه الأمير على باي الثالث الذي تولى الحكم من سنة 1882 إلى سنة 1902 ثم اختص به ابنه أحمد باي الثاني الذي تولى الحكم بين سنة 1929 و 1942، و كان هذا الامير حسب بعض الرزنامات الصادرة في ذلك التاريخ يقضي فيه ثلاثة أشهر و أضاف به بعض التحويرات هدمت بعضها سنة 2000 بقرار بلدي ليتحوال القصر تدريجيا الى انقاض بحكم عدم بيعه من طرف ورثة أحمد باي في السنوات الأخيرة.