بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن: لم يخطئ شمس الدين باشا في طلب وزارة فقد عبر عن الوضع
كتب محمد عبد المؤمن
اثارت التدوينة الي نشرها الفنان الاستعراضي شمس الدين باشا لغطا وجدلا كبيرين واعتبرت من البعض تجاسرا على هيبة الدولة بل هناك من تعامل معها كطرفة لا اكثر.
المتمعن في محتوى ومضمون ما كتبه شمس الدين باشا يكتشف كون طلبه جدي وليس من بابا الهزل بل هو يقدم عنوانا لمهمته وهي محاربة الفساد والمحسوبية في وزارة الثقافة.
شمس الدين باشا لم يخطئ عندما طلب وزارة . ووزارة الثقافة بالذات لسببين على الاقل .
الاول ان مفهوم هيبة الدولة ورجل دولة ضرب في الصميم .
والثاني ان الوزارات صارت غنائم توزع وان اغلب من يعينون في الوظائف الهامة يقسمون على خدمة الوطن والشعب لكنهم في الحقيقة يقسمون على خدمة انفسهم ومعارفهم.
وزارة الثقافة هذه كانت في فترة من الفترات ونقصد في زمن بورقيبة وزارة سيادية تعكس صورة تونس وكانت الشخصيات التي يتم تداولها بين المسعدي والبشير بن سلامة وغيرهم.
كانت عقول فذة تطرح لهذه الوزارة وكان بورقيبة رحمه الله يعتبرها مع التربية اهم وزارتين ستساهمان في ” صنع”
انسان تونسي واع ومتميز ومثقف و” قاري”.
اليوم وزارة الثقافة صارت عرابن وصفقات وكول وأوكل وحرب من اجل ميزانيات المهرجانات والتظاهرات التي يكاد حتى حارس ” الباركينغ” ينال فيها حصته من توزيع الميزانية.
وزارة الثقافة اليوم عنوان للرداءة والترافيك لذلك علينا الا نستغرب عندما يقول شمس الدين باشا كونه يريد ان يكون زيرا ليحارب كل هذا رغم ان هذه الوزارة تتطلب اليوم جنرالا ليصلح ما يمكن اصلاحه.