بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / طرفة… غضب المشيشي بسبب تدهور البنية التحتية
خلال معاينته لبعض المدارس ورصده للحالة المزرية التي هي عليها وللعلم فهي مجرد عينات بسيطة لان الخور الحقيقي لم يره فان رئيس الحكومة هشام المشيشي عبر عن غضبه وامتعاضه من تدهور البنية التحتية للمدارس في المناطق الداخلية والمهمشة.
جميل جدا هذا الاحساس فعندما يغضب المسؤول كون هناك تقصير فهذا يعني انه اعتراف واقرار منه بالمشكلة والمعضلة.
لكن لو تركنا الانفعالات جانبا وتعاملنا مع الوضع بما يتطلبه من صدق ووضوح وشفافية بما انه زمن الشفافية كشعارات لا كفعل.
نريد ان نسأل رئيس الحكومة هنا: هل فعلا لم تكن تعلم بالحالة التي عليها المدارس او على الاقل جزء كبير منها؟
ثم هذا الغضب على ماذا وعلى من؟
الغضب حول هذا جيد لكن ماذا بعد الغضب والتصريح الغاضب والمتأثر والذي كله حنان ورقة على اوضاع ابنائنا التلاميذ؟
من سيحاسب المقاولين الذي يغشون و يسرقون ويعطلون العمل ولا يلتزمون بكراس الشروط ويدفعون لمسؤولين ليغطوا عليهم نقائصهم وغشهم.
هذا نرى نتائجه اليوم عندما تهاطلت الامطار.
جميل جدا ان يغضب رئيس الحكومة من التقصير في اصلاح وانجاز المدارس لكن ايضا نريده ان يغضب لتعطيل الانتاج في شركة فسفاط قفصة وخسارة تونس لأسواقها الخارجية .
نريده ان يغضب لان نقل الفسفاط على السكك الحديدية يعطل ليتمكن المستكرشون من نقله على شاحناتهم ومنهم من له حصانة.
جميل ان يغضب رئيس الحكومة حول المدارس لكن نريده ان يغضب ايضا من الوضعية التي تعيشها شركة التبغ أي السجائر وسيطرة اللوبيات والمافيات على القطاع.
نريده ان يغضب للوضعية التي عليها المستشفيات ونريده ان يغضب لان هناك فاسدون يرون انفسهم فوق القانون.
هناك اشياء كثيرة تستدعي الغضب منها ارتفاع الاسعار والفساد وتجاوز القانون وسيطرة متنفذين على قطاعات ومجالات .
حول كل هذا يمكن ان نغضب جميعا لكن الغضب وحده لا يكفي ما يهم هو ما بعد الغضب.