بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن: سعد الجبري …خاشقجي آخر في مرمى رصاص ولي العهد السعودي

كتب محمد عبد المؤمن:

رغم الضجة الكبيرة التي حصلت عقب اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وتورط رجال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ذلك الا انه مع الوقت انتهت القصة وسجل القتل ضد مجهول بعد ان قدم بعض الاشخاص كأكباش فداء قيل انهم عوقبوا في حين ان شيئا لم يحصل .

قضية خاشقجي احرجت المملكة السعودية الى ابعد حد ونسفت ما بناه ولي العهد بن سلمان وخاصة تلك الصورة التي قدمها للغرب وخاصة الامريكان كونه متفتح ويريد السير بالسعودية نحو واقع جديد.

الجديد كان هيئة الترفيه وما جاء معها من حفلات رقص وغناء وضجة وصياح اما في العمق فان العقلية هي نفسها لان الانفتاح لا يتعلق بالقشور بل بالحقوق والحريات وتكريس الديمقراطية او على الاقل السير والتوجه نحو ملكية دستورية.

مع نسيان قصة خاشقجي تفجرت قصة اخرى قد تكون اخطر هذه المرة وكالعادة بطلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واتهام له من قبل ابرز ضباط المخابرات السابقين في السعودية سعد الجبري الذي اتهمه بكونه قرر اغتياله وارسل ثلاث اشخاص للقيام بذلك في الخارج.

الجبري قدم قضية في الولايات المتحدة وقد تحول الموضوع من مجرد تضييق على الحريات ضد الجبري واهله الى قضية خاشقجي 2 وما تحمله من رمزية القمع والقتل غير الشرعي .

ما يلفت الانتباه فيما نشرته الصحف الامريكية هو كشف الجبري عن السبب الذي جعل بن سلمان يقرر اغتياله وهذا حسب ادعائه وما تحدثت عنه الاعلام الأمريكي.

مما كشفه الجبري في حيثيات القضية ان رسالة وصلته من ولي العهد قال فيها ان عليه العودة خلال 24 ساعة والا فانه سيقتل .

مسؤولون امريكيان قالوا بأن ولي العهد السعودي يخشى من امرين الاول ان للجبري علاقات كبيرة مع المخابرات الامريكية فقد اشتغل معهم ضمن جهود مقاومة الارهاب سابقا وهو محل ثقة عندهم والثاني ان له معلومات مهمة بل هناك حديث عن تسجيلات مهمة.

السؤال هنا: هل تحتمل السعودية حادثة جديدة مثل التي حصلت سابقا لخاشقجي؟

هنا علينا ان نفهم طبيعة الامور فالأمر يدور ضمن منظومة حكم عائلية صرفة لا مكان فيها لاتخاذ القرار المهم من المؤسسات بالتالي فحتى المستشارون او المسؤولون ليس همهم رسم السياسات للبلاد بل ارضاء ولي النعمة اما طمعا او خوفا .

للأسف فان مثل هذه الحوادث الغريبة التي تخرج عن مقاييس العصر تضر كثيرا ببلد كان من الممكن ان يكون قاطرة العالم العربي لو كانت هناك حكمة في تسييره فالمملكة العربية السعودية تبقى بلدا له ثقله الحضاري والديني والاقتصادي والمعنوي في العالم الاسلامي ككل لكن كل هذا لم يتم استغلاله وخاصة حاليا .

السعودية في فترة حكم الملك فهد  وما قبله كانت غير السعودية حاليا فقد كانت لها صورة مشرقة فالديمقراطية حينها لم تكن مطروحة في كل العالم العربي لكن الخيار حينها كان ان يكون للمملكة وزنها التي تستحقه وعليه كانت مساعداتها تصل الى افريقيا السوداء وكل العالم وكانت البلاد موسومة بالاستقرار بما في ذلك في نظام الحكم لكن اليوم فان الوضع تغير كثيرا بل وصلنا الى مستوى العبث وهذا ما لا تستحقه السعودية التي كان من الممكن ان تؤدي دورا اهم بكثير .

العدد السادس من الجرأة الأسبوعية

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى