بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / أمير قطر: هل يقبل دعوة محمد بن سلمان للقمة الخليجية ويثق فيه

كتب محمد عبد المؤمن :

تنعقد قريبا القمة الخليجية في الرياض ووفق ما هو متوقع فستتم دعوة أمير قطر الشيح تميم بن حمد آل ثاني لحضور القمة.

للعلم فانه رغم الخلافات التي كانت شديدة جدا في فترة القمة الفارطة فقد تم توجيه الدعوة للأمير القطري من قبل العاهل السعودي الملك سلمان لكن الامير الشاب فضل عدم الحضور وارسال من يمثله.

لا يمكن تفسير الامر بكون الشيخ تميم غير راغب في المصالحة فقطر تعبر دائما كونها تسعى لها على الاقل لتتخلص من الحصار الثلاثي الذي فرض عليها من قبل السعودية والامارات وايضا البحرين التي تتبع الرياض خطوة بخطوة.

السؤال هنا “: هل سيقبل الأمير تميم الدعوة ام لا ؟السؤال بسيط جدا لكن الجواب صعب ومعقد جدا ايضا .قد تكون هناك مخاوف لا من الملك السعودي في حد ذاته بل من ولي عهده محمد بن سلمان الذي فعلها سابقا مع خاشقجي كما قام باحتجاز رئيس الحكومة اللبنانية لفترة طويلة وروي ما روي حول ما حصل لكن الحريري لازم الصمت ولم يقل شيئا فتلك هي السياسية ولا يمكن للبنان وخاصة آل الحريري ان يقولوا لا لآل سعود لانهم لو تركوهم لتحولوا الى لقمة سائغة لحزب الله ومن وراءه.

كل هذا حاضر في ذهن الامير القطري وهو يفكر في القمة الخليجية بالرياض فقد يحصل ما لا يكون متوقعا ودرهم وقاية خير من قنطار علاج لان هناك سيناريوهات قد يقدم عليها بن سلمان غير متوقعة خاصة ان وجد خصمه الذي احسن ادارة ” المعركة” بين يديه .

من المؤكد ان امير قطر سيستشير الامير الوالد ويقصد به امير البلاد السابق الذي تخلى عن الحكم طواعية وتركه لابنه الشاب وهي سابقة غير معهودة في الانظمة العربية فالعادة ان الحاكم لا يترك الحكم والسلطة والملك لا لابنه ولا حتى لامه والمرجح ان ينصحه بعدم التوجه للرياض لان بن سلمان غير مضمون وأفعاله ايضا غير مضمونة .

الأمر هنا يتجاوز ما يمكن أن يفعله بن سلمان في حد ذاته الى طبيعة التغيرات التي تحصل في السعودية هذا البلد ذو الثقل الكبير في العالم الاسلامي والذي كان دائما يمثل عامل توازن كقوة اقليمية تكرست خاصة في فترة الملك فهد حيث وصل تأثير السعودية حتى افريقيا السوداء وهو ما يمكن ان نطلق عليه التأثير الناعم وهو اشد من التأثير العسكري لأنه يمس جوانب عميقة في البلدان والمجتمعات.

لكن اليوم السعودية تخلت عن كل هذا وتحولت الى طرف يدخل في صراعات صغيرة خاسرة وفاشلة كان بالإمكان التأثير فيها بأسلوب آخر كما تفعل تيران او تركيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى