بكل جرأة: قيس سعيد يهزم كل «الماكينات» الحزبية والمالية بالضربة القاضية

من المهم ان نقف عند نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها والتي حصلت في بلادنا.

تونس تمر بانتقال ديمقراطي منذ 2011 وطوال هذه الفترة حصلت تغيرات كمبيرة وكثيرة في المشهد السياسي بداية منم ظهور احزاب فرضت نفسها على الساحة الى اختفاء اخرى بعد ان كانت لها سمعة نضالية.

الامر لم يقف هنا بل ان هذه السنوات التسع خلقت شخصيات عامة سياسيا واعلاميا وايضا انهت شخصيات اخرى لم يعد لها ذكر وقد كان لها دور نضالي هام.

بمقياس 2011 كان النضال هو المقياس وكوفئ المترشحون من قبل المنتخبين على أساس نضالهم والأمر كان منطقيا جدا .

المرحلة الثانية كانت انتخابات 2014 حينها تحرك الخزان الانتخابي ليقدم لفت نظر وانذار اخير للطبقة السياسية من خلال اختيار وجوه جديدة واحزاب جديدة لكنه لم يقصي القدامى كليا .

ظهر نداء تونس والباجي قائد السبسي وبقي معه في المشهد النهضة والجبهة لكن اتجاه التصويت كان لصالح حزب جديد وعد بالتغيير وتحقيق الانجازات  فماذا حصل ؟

ما حصل كان مخيبا للآمال فالمشهد السياسي منذ 2014 الى الان اتسم برداءة الطبقة السياسية بين انتهازيين وخدمة مصالح وفشل في البرامج الاجتماعية والاقتصادية لينضاف الى هذا حروب ظاهرة وخفية امن اجل السلطة ومغانمها وغرور فاق كل الحدود من احزاب تعاملت مع الناخبين بمنطق القطيع أي انها توجههم كيفما شاءت وصدقت ذلك .

ضمن كل هذا يمكن ان ننزل نتائج انتخابات الرئاسية اليوم وهي عقوبة كل الاحزاب بلا استثناء وللطبقة السياسية القديمة ككل من اسلاميين ويساريين بل كل الألوان.  كلهم ألقي بهم جانبا وتم الاختيار على وجه غير معروف سياسيا لا برنامج واضح له .

قيس سعيد هو فلتة حصلت لكن لها اسبابها وهو نتيجة “كره” الرأي العام لكل تلك الطبقة السياسية التي فشلت كليا على جميع الاصعدة.

فقيس سعيد برز بلا أي ماكينة خدمته ولا أي امكانيات ولا برنامج مميز ومعروف قدمه بل شيء من البلاغة وكثير من الانفعال وهو ما يعني ان مقاييس الاختيار تغيرت والاهم ان الماكينات الضخمة انهزمت بمالها واعلامها .

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى