بكل جرأة: قيس سعيد…صوت الثورة أمام سطوة المافيات
باعتبار اننا كنا في فترة حملة انتخابية ثم فترة صمت انتخابي فقد كان تعاملنا محكوما بالتحفظ وفق ما يضبطه قانون الانتخابات على الصحافة والاعلام والتزمنا بذلك لكن حاليا وقد تبينت النتائج وتبي الخيط الابيض من الخيط الأسود صار لزاما ان نعبر عن رأينا وموقفنا. ما عشناه لم يكن موقفا من الشخص أي قيس سعيد في حد ذاته فلا هو رجل دولة ذو خبرة ولا رئيسا او مرشح حزب نعرف برنامجه . لكنه كان صوت الثورة وصوت الشباب امام سطوة المافيات وقوة “المقرونة” التي انهزمت بالضربة القاضية.
اول انتصار لبلادنا هي انها مارست الديمقراطية على اصولها وحقيقتها فرغم ما تعلق من شبهات فساد وأدلة وتسريبات فقد تركت المجال للمنافس ليقوم بحملته الانتخابية ويمارس حقه بل واطلق من السجن بقرار المحكمة وحضر المناظرة وتكلم وحاول ان يقنع وليته لم يتكلم ولو يحضر فقد كشف نفسه امام الشعب .
التونسي صاحب عقل ووعي قد يرفض حزبا او تيارا او فكرا لكنه يجتمع على الخير والقيم لان سعيد لا يمثل شخصه بل يمثل القيم والاخلاق والمبادئ لذلك اختاره الشعب من دون ان يطلب منه ان يقدم برنامجه او وعوده بل هو في حاجة الى صدقه وايضا عدم تحزبه .
لكن مع هذا حذار فمثلما سار معه قد ينقلب عليه ويرفضه لو رأى انه حاد عن الطريق وسار سير الاحزاب في صفقاتها وحساباتها فالحساب الوحيد الذي ينتظره منه الشعب هو الذي يقدمه للشعب والصفقة الوحيدة المسموح له بأن يعقدها هي الصفقة مع الشعب .
محمد عبد المؤمن