اليونسي رئيس النادي الإفريقي : لا أحد قادر على خلافتي

تحدث رئيس النادي الافريقي عبد السلام في حوار على موقع winwin عن العديد القضايا من بينها احتفال النادي الافريقي بمؤيته والمشاكل وكل العراقيل التي اعترضته
في مايلي الحوار منقول من موقع winwin

يعاب على عبدالسلام اليونسي أنه قليل الظهور في وسائل الإعلام لتفسير ما يحدث في النادي الإفريقي.. فهل هذا اختيار منكم؟

فعلا هو اختيار منا فهول المشاكل التي اكتشفتها في النادي الإفريقي يستدعي العمل في صمت لأن المتربصين بنا كثيرون والجميع يعرف ماذا حدث.. العمل في صمت أفضل بكثير من تشتيت الجهد على الظهور في مختلف وسائل الإعلام للحديث عن مشاكل نحن مطالبون بحلها وصراحة لا أرى فرقا كبيرة على مستوى القارة الإفريقية ولها أيضا صيت مثل الإفريقي لا يمكنها الحديث عن مشاكلها لأن في ذلك استنقاصا من قيمتها فضلا عن أن دور المسؤولين يتمثل في حل المشاكل وليس البكاء والعويل والحديث عنها لأن سمعة النادي الإفريقي على المحك.. ورئيس للنادي الإفريقي لا يمكن أن يكون إلا أكبر وأقوى من كل المشاكل مهما كانت حدتها وليس البكاء والشكوى..

ماهو حجم الأموال المطلوبة لتسوية بعض الملفات والقضايا مع “فيفا” قبل 7 ديسمبر المقبل.. حتى تتمكنوا من رفع عقوبة المنع من الانتداب المسلطة عليكم من الاتحاد الدولي لكرة القدم ..؟

المبالغ المستوجبة لتسديد غرامات “فيفا” في حدود 14 مليون دينار أي ما يعادل 5.5 مليون دولار دون احتساب الغرامات المحلية في لجنة النزاعات بالاتحاد التونسي لكرة القدم.. وأكبر المبالغ تتعلق بفريق أولمبيك مرسيليا الفرنسي الذي تحول منه صابر خليفة إلى النادي الإفريقي وهو يفوق مليون يورو أي ما يفوق 3.7 مليون دينار، يضاف إليها مصاريف التقاضي البالغة 50 ألف فرنك سويسري كما أن اللاعب فابريس أونداما يطالب بمبلغ 958 ألف دولار أي مع 30 ألف فرنك سويسري مصاريف التقاضي زيادة عن مطالبة المدرب ماركو سيموني بـ522 ألف يورو وكل من مساعديه أندريا ليغوري بـ221 ألف يورو وباتريك لوغان بـ 220 ألف يضاف إليها 240 ألف فرنك سويسري تكاليف القاضي أي إجمالي مستحقات المدربين الثلاثة يعادل 3.5 مليون دينار وهو أيضا مبلغ ضخم.. يضاف إلى ذلك عديد الملفات المالية الأقل قيمة مالية لكنها معطلة..

*هل سينتهي هذا الكابوس قبل السابع من ديسمبر ويعود الإفريقي إلى سالف إشعاعه ؟

حتى في الأزمات والمشاكل، الإفريقي يشع محليا ودوليا وقاريا.. النادي الإفريقي تحول إلى ظاهرة اجتماعية حركت آلية البحث لدى علماء النفس والاجتماع.. من خلال ما تقوم به القاعدة الجماهيرية العريضة لكن علينا كمسؤولين أن نتحلى دوما بالرصانة وأن نعرف كيف نواجه أزماتنا.

لقد تمكنا من تسوية قضايا لدى “فيفا” قيمتها 19 مليون دينار ساهم فيها الجمهور بـ6 ملايين دينار من خلال ما عرف باللطخات الشهيرة (اللطخة هي تنظيم حملات تبرع في حساب بنكي خصص لمساهمة الجماهير في توفير المال لفض النزاعات مع الفيفا)، علما وأنني دفعت من أموالي الخاصة حوالي 12 مليون دينار ومستعد للمزيد لأنني أعشق النادي الإفريقي.

ولمن لا يعلم ورغم أني دفعت للإفريقي ملايين الدولارات من مالي الخاص إلا أنني لم أتخلص من سلوك المشجع وقد شاركت في “اللطخة” الأولى الشهيرة بـ100 ألف دينار حيث وقفت في الطابور أمام البنك حتى أتمكن من إيداع المبلغ الذي ساهمت به..

أعتبر أن الإفريقي ظاهرة اجتماعية ولهذه الأسباب بالذات أستاء عندما أرى البعض يرمينا بالاتهامات المجانية ويحاول عرقلتنا أو يشكو منا للقضاء، محامون يقاضون رئيس الإفريقي لأنه لا ينساق مع طلبات هذا أو ذاك.. بالإضافة إلى ترددي على المحاكم بسبب الصكوك البنكية الخاصة بالإفريقي أتحمل كل هذا لأنني الضامن وأرفض أن أنال جزاء سنمار لأننا أردنا الحفاظ على المكانة المرموقة للإفريقي..

يتفهم الجميع وضعكم فأنتم قد ورثتم هذه الديون والقضايا من مسؤولين سابقين.. لكن هناك من يرى أنكم قبلتم رئاسة ناد في مثل هذا الوضع وأنتم على علم ولا يحق لكم الشكوى..

فعلا.. كنت أعرف أن الأموال المستوجبة لأولمبيك مرسيليا في حدود 700 ألف يورو لكن المبلغ ارتفع بسبب غرامات التأخير.. وكنت أعرف أنه يكفي توفير حوالي 400 ألف دينار لفض مشكل فابريس لكنني لم أكن أعرف أنه يطالب في الشكوى التي تقدم بها في البداية بـ 856 ألف دولار ولا أيضا سيموني كان سيحصل على المبلغ الذي تحدثنا عنه سابقا فلو لم يغادر الرئيس السابق سليم الرياحي الإفريقي وواصل في منصبه في 2017 لكان قد وجد تسوية لهذه الملفات وما كان ليتركها تتراكم خاصة أنه يعرف سيموني وأونداما..

لم أكن أعرف قيمة الأحكام المنتظرة عندما تحملنا المسؤولية في الإفريقي لكن لو لم أقم بتسوية جزئية لجانب هام من المبالغ والبقية قسمناها على أقساط منذ اليوم الأول لظهور هذه الملفات لكان وضع الإفريقي خطيرا فقد سجلت كل الضمانات باسمي وساهمنا في تسوية عديد القضايا.

دعوت خلال الصيف الماضي لانتخابات استثنائية وطالبت بالخروج لكن لا أحد تقدم لخلافتك ؟

ولاية الهيئة الحالية تدوم أربع سنوات لكن بعد سنتين من التحامل على شخصي وبسبب كثرة المشاكل في الإفريقي والظروف الصعبة وما لحقني من أذى بما في ذلك المرض والإرهاق الذي انتابنا بعد ماراثون تسديد الديون وتسوية الصكوك البنكية وسرقة أثاث وتجهيزات المركب الرياضي أحسست أنه علي الرحيل، علّه بخروجي يتوقف نزيف الديون والغرامات المالية في ظل أزمة اقتصادية عالمية وانعدام المداخيل، ووجدت نفسي لوحدي، حتى العضوان في الهيئة اللذان يساعدان سيأتي يوم ويستعيدان ما قاما بدفعه من مال.. كنت انتظر تقدم أي قائمة لخلافتي لكن بعد أن اجتمع عدد كبير من أعيان البلاد وبعد ماراثون اجتماعات ولقاءات لعديد المسؤولين السابقين لم يتقدم أي منهم.. وحتى القائمة الأخرى التي تقدمت برئاسة محمد علي البوغديري لم تتوفر فيها الشروط.

لكن هذه الانتخابات التي لم تجر سببت صداعا للاتحاد التونسي لكرة القدم .. وهناك قضايا في المحاكم.. وتدخل من اللجنة الأولمبية في المسألة فكيف تتعاملون مع هذا الوضع ؟

للتذكير عندما كانت هناك استعدادات للانتخابات وقررت الخروج لم أرم المنديل بل تحملت مسؤولياتي وكان فريق أكابر كرة القدم في معسكر وكنا نستعد لاستئناف البطولة بعد التوقف بسبب كورونا.. كما وفرنا الرواتب رغم الأزمة الخانقة .. وبعد ذلك تقدم البعض بشكوى لمواصلة المسار الانتخابي رغم أن اللجنة المستقلة للانتخابات بالاتحاد المشرفة على الانتخابات قد رفضت القائمة الوحيدة المترشحة وأوقفت المسار ومن جهتنا بحكم القانون اضطررنا لمواصلة على رأس هيئة تسييرية..

كنت سأصبح أسعد شخص لو وجدت من يعوضني ليرأس النادي ويتحمل مسؤولية الديون.. ولكن للأسف هناك عزوف وخوف من مواجهة المشاكل..

بالنسبة إلى قضية اللجنة الوطنية الأولمبية حول المسار الانتخابي فإن المستهدف هو الاتحاد التونسي لكرة القدم لكننا في الآن ذاته نرفض كناد عريق عمره قرن من الزمن أن تتدخل في شأننا اللجنة الأولمبية فنحن ننضوي تحت لواء اتحادات كرة القدم واليد والسلة والطائرة والسباحة.. أي الاختصاصات المتوفرة في الإفريقي ولا ننضوي تحت لواء اللجنة الأولمبية حتى لو كانت هذه الاتحادات تنتمي إليها والاتحاد التونسي لكرة القدم نحن من استنجد به وطلبنا منه الإشراف على الانتخابات..

تحدثت عن عزمكم تسوية ملف أولمبيك مرسيليا وفي الوقت نفسه لم تلحقوا صابر وعددا من اللاعبين الأساسيين بالمجموعة في المعسكر التحضيري.. فهل هذا تمهيد للتخلي عنهم، فالبعض يرى أنهم أصبحوا يمثلون عبئا عليكم ؟

لا أحد يشك في قيمة صابر خليفة وزهير الذوادي وبقية العناصر التي لم تلتحق بالمعسكر لكن لا يمكن اليوم لأي لاعب النشاط في فريق واحد لمدة تفوق أحيانا 14 عاما.. كما أنه لكل لاعب سن معينة في كرة القدم لا يمكنه تجاوزها..

من جهة أخرى ليس لدينا مشاكل مع اللاعبين المذكورين، لكننا لاحظنا منذ فترة -رغم أننا نعتبرهم بمثابة أبنائنا – أن هناك من أثر عليهم حيث لم يهمهم المردود والعطاء للفريق بقدر ما أصبحوا يطالبون بالأموال ففي الموسم الماضي مثلا قد أضربوا عن التمارين 5 مرات ومنها إضراب بعد أسبوع من حصولهم على جزء من مستحقاتهم .

رغم معرفتهم بانعدام المداخيل وكثرة المصاعب.. فلا ننسى أن عقود لاعبينا في الإفريقي مرتفعة مقارنة برواتب وعقود فرق أخرى وخاصة هؤلاء اللاعبين الذين يحصلون على مبالغ هامة ولم يراعوا عدم توفر مداخيل قارة وفي النهاية تقدموا بقضايا ضدنا وهذا ما نعيبه عليهم..

هناك حديث عن استعدادكم لموسم استثنائي في إطار الاحتفال بالمئوية الأولى من خلال عدد من الانتدابات الهامة التي قمتم بها خلال الفترة الأخيرة هل هذا صحيح..؟

بالنسبة إلى المجموعة فالميدان هو الفيصل ماعدا ذلك نحن لدينا مجموعة جل عناصرها تنتمي إلى منتخبات الشبان لكرة القدم سيكون لهم شأن كبير بالعمل والتكوين.. وحتى يتحسن المستوى لا بد لنا من عناصر أخرى لتدعيم مختلف المراكز والخطط بعناصر في نفس المستوى وأفضل أحيانا حتى تكبر القيمة الفنية والمالية للمجموعة وعندما تحسنت الأوضاع المالية خاصة أبرمنا اتفاقات مع عدد من الأسماء التي كانت مبرمجة منذ الموسم الماضي وتأجل الاتفاق بسبب الصعوبات آنذاك بما فيها عقوبة المنع من الانتداب.

هذا الموسم أبرمنا الاتفاقات حتى لا يتكرر معنا في فترة الانتقالات السابقة حيث يتم إفراغ الساحة من أفضل العناصر ولا يبقى لنا ما يمكن التعاقد معه خاصة أنه منذ يناير 2020 قد غادرنا حوالي 17 لاعبا.. وقد جلبنا عدة عناصر بالاتفاق مع لجنة فنية والإطار الفني رغم أن عدد من وكلاء اللاعبين محسوبون على النادي الإفريقي قد اتصلوا باللاعبين الذين اتفقنا معهم لتنفيرهم وثنيهم عن التعاقد معنا واتهمونا بأننا غير مخلصين.. وعرضوا عليهم التحول إلى فرق أخرى..

مهمتنا في موسم المئوية هي تأهيل المنتدبين الجدد لأن المنافسة ستكون على أشدها في الدوري المحلي وعربيا – بعد فض مشكل المنع من الانتداب- بحسن استغلال المجموعة كاملة والتألق لأن الإفريقي أصبح مطالبا بالاستثمار في اللاعبين حيث علينا التعود على تكوين اللاعبين والانتداب ثم إعادة بيعهم..

نعم ولكن هل كل هذا المجهود هو هديتكم للجماهير في موسم المئوية.. وإعلان عن مرحلة جديدة ؟

الإفريقي بدأ المئوية الثانية وما أصبوا إليه هو القطيعة مع كل المشاكل التي عاشها الإفريقي في المئوية الأولى ونريدها مئوية ثانية تتميز بالعمل والجهد والنجاحات حتى نورث أشياء جميلة للأجيال المقبلة ..

أنا أتحمل المصاعب والمتاعب من تحقيق هذه الأهداف وما انتظره من الآخرين هو أن يتركونا نعمل ولا يبخلوا علينا بالكلمة الطيبة فالإفريقي كبير بأبنائه وجمهوره وقد تعاقدنا مع أكبر وأقوى راعي لأكبر النوادي العالمية المعروفة وأعني بذلك الخطوط الجوية القطرية التي أشكرها على اختيارها للافريقي. نريد القطيعة مع الماضي والمضي قدما وتأكدوا أنه متى تأكدت أن هناك محاولات للعرقلة أو وضع العصا في العجلة سأنسحب هذه المرة من رئاسة النادي الإفريقي وأعين خليفة لي ولن أدعو للانتخابات وفق ما يجيزه لي الفصل 40 من القانون الأساسي للنادي لكن شريطة أن يكشف لي من سيعوضني عن برنامج عمله فنيا وإداريا وماليا حيث عليه تقديم برنامج عمل للتخلص من الديون والمشاكل السابقة..

ماذا ينتظر رئيس النادي الإفريقي بمناسبة موسم المئوية ؟

نتنظر انطلاق نشاط الدوري حتى نحدث القطيعة مع الماضي السيء والمشاكل وندخل مرحلة جديدة حتى يعود نادينا الى السكة الصحيحة وهذا بتظافر كل الجهود وخاصة جهود وتفهم جماهيرنا الكبيرة والوفية التي عودتنا أنها السند الوحيد والرئيسي للنادي الإفريقي.

قيل انك فضلت لو وفر جمهور الإفريقي مصاريف الاحتفال بالماحئوية من خلال اشعال الشماريخ في مختلف انحاء الجمهورية التونسية لدعم خزينة النادي.. ما مدى صحة ذلك ؟

هذا من قبيل ترويج الإشاعات المغرضة.. الخبر كاذب وما لا يعرفه أحد أنه رغم الوضع الصحي في البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا فقد اقتنيت الشماريخ لأبنائي حتى يشاركوا جماهير الإفريقي في هذه الاحتفالات الرمزية.. مهما يكن لقد تعودت على هذه الأكاذيب.

هل يقف المسؤولون القدامى إلى جانبكم وهل هناك دعم ممن يسمون كبار الإفريقي ..؟

باستثناء السيد حمادي بوصبيع الذي قدم لنا العون لا أحد من البقية ساعدنا.

وكيف تفاعلتم مع الشكوى التي تقدم بها الرئيس الأسبق حمودة بن عمار ضد ناديه بسبب بعض المبالغ المالية البسيطة ؟

قد تكون الظروف الصعبة للسيد حمودة بن عمار التي حتمت ما حدث لكن المؤكد أن الموضوع طوي منذ فترة عن طريق السيد حمادي بوصبيع.. لم أفهم ماحدث لأن حمودة بن عمار طرف في المسألة لكن ماعدا ذلك فنحن نكن لهذا الرجل الاحترام والتقدير الكبيرين وكذلك له منا كل العرفان بما قدمه للنادي الإفريقي عندما ترأسه وكذلك لكرة القدم التونسية عندما ترأس الاتحاد في السابق ..

المصدر : winwin

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى