النهضة باتت منقسمة بين الغنوشي وعبد اللطيف المكي و عودة الجبالي ستقلب الموازين

تونس – الجرأة الأسبوعية :

باتت النهضة تعاني من مشاكل جدية وحقيقية تجاوزت الاختلافات العادية التي قد تحصل في أي حزب لتنتقل الى معراك حادة  خرجت الى العلن وباتت حديث الاعلام والصحافة.

في تصريحات القيادات النهضوية يمكن رصد حدة الخلافات فالأمر لم يعد تمظهر للديمقراطية داخل الحركة بل هي معارك شخصية لها ابعاد معقدة.

اهم خلاف حاليا يدور على مواصلة الغنوشي لرئاسة الحركة فهذه الشخصية ترى انها الاقدر على استيعاب التغيرات والتطورات وامتصاص المشاكل التي قد تتعرض لها النهضة باعتبارها حركة ذات جدور اسلامية وهو محكوم ايضا بخوف كبير من مصير حصل للإخوان في مصر او الاسلاميين في الجزائر في تسعينات القرن الماضي.

الغنوشي يرى نفسه القادر على حماية الحركة من أي تقلبات ومن أي موجة عاتية قد تكتسح المشهد السياسي كما حصل في فترة الترويكا الاولى واعتصام الرحيل ولولا تكتتيك الشيخ وتحالفه مع الباجي قائد السبسي لكان للنهضة مصير مجهول.

الشق الاخر يمكن ان نقر كون عبد اللطيف المكي يقوده او على الاقل الاكثر تمثيلا له فهو الشخصية الكاريزمية القادرة على مجابهة شخصية في حجم الغنوشي وقد تصاعدت شعبيته ووزنه السياسي والحزبي خاصة بعد ان تولى منصب وزير صحة في حكومة الياس الفخفاخ حيث اطلق عليه لقب الجنرال وهي صفة ليست بريئة.

 

الكاريزما

 

الى جانب المكي هناك شخصيات اخرى بدأت تعود للمشهد لتدلي بدلوها مثل محمد بن سالم وهو اول قيادي تجرأ وتهجم على الغنوشي مباشرة ووجه له اكثر من الانتقادات بلى تهجم صريح وواضح وطلب منه ان يغادر وكان ذلك عقب الانتخابات الرئاسية في جولتها الاولى وانسحاب مرشح النهضة عبد الفتاح مورو من الجولة الاولى

في خضم كل هذا هناك شخصية قديمة جديدة بدأ الحديث يدور حول عودتها للعب دور مهم في هذه الازمة

من نقصده هو حمادي الجبالي فهذا  القيادي في النهضة يصنف كونه الرجل الثاني فيها وقد انسحب من الحركة في فترة ما تجنبا لحصول صراع بينه وبين الغنوشي قد يفكك الحركة.

السؤال هنا: ما الذي اعاد او يعيد الجبالي؟

الاصح من يسعى لإعادته مجموعة المائة ام جماعة الغنوشي .

وفق المعطيات المتوفرة للجرأة الاسبوعية فان الغنوشي نفسه فتح خط تفاوض مع الجبالي ويريد منه ان يعود .

لفهم هذا الامر يجب ان نفهم موازين القوى داخل النهضة فالجبالي حتى وان غادر الحركة رسميا الا انه فعليا وعمليا مازال يتمتع بنفوذ كبير داخلها أي ان له انصاره مساندوه منهم الكثير ضمن مجموعة المائة.

لذلك فالغنوشي وفريقه يخشون انضمام الجبالي بما له من كاريزما وشعبية داخل قواعد النهضة للشق الاخر من هنا فانهم يعملون على استقطابه وان فشل الامر فتحييده في المعركة القادمة لان القادم هو معركة حقيقية.

 

المؤتمر 11

 

رغم ان موعد انعقاده لم يحدد بعد الا ان العمل على ذلك قائم وتحديد الموعد سيكون قريبا من قبل لجنتي الاعداد المضموني والمادي.

هذا المؤتمر من الصعب هذه المرة ان يكون مؤتمر التوحيد لأنه جراء ازمة صغيرة خلاله قد تتفجر الازمات الكبرى ويتحول الى مؤتمر التفكك.

فالنهضة باتت مهددة جديا بالتفكك والامر لا يقتصر على مكانة الغنوشي بعد المؤتمر 11 في النهضة بل ان هناك توجهات جديدة داخل الحركة.

هنا يمكن الحديث عن شق ثوري مازال يؤمن كون الغنوشي تحالف مع الفساد والانتهازيين واضر بالحركة كثيرا .

لكن شق الغنوشي يرى انه يمثل الواقعية  الذي انقذ الحركة من مصير مجهول .

بالتالي فهذا الفريق يعمل على العامل النفسي ويخيف القيادات والقواعد من مصير اخوان مصر وان الحفاظ على الحركة لا يمكن ان يكون مضمونا الا بالحفاظ على التواجد في السلطة والخروج منها معناه انها عملية انتحارية.

 

 

محمد عبد المؤمن

نشر هذا المقال في الجرأة الأسبوعية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى