النص الكامل لاستقالة ناجي جلول من نداء تونس
بلاغ إلى الندائيين والرأي العام التونسي
إني الممضي أسفل هذا البلاغ، ناجي جلول الأمين العام لحركة نداء تونس، أعلن رسميا إستقالتي من قيادة الحركة وكل هياكلها وفك ٱرتباطي بها نهائيا. وتأتي هذه الإستقالة في سياق لا علاقة له بتاتا بما يشاع حول الأمانة العامة، إذ يعلم المقرّبون منّي أنّي إتخذت هذا القرار منذ مدة ليست بالقصيرة لكني أجلت أمر إعلانه لأسباب أخلاقية تتعلق بالظروف التي تمر بها الحركة وأنا الذي عاهدت نفسي على أن لا ألتجأ أبدا إلى الهروب عند إشتداد العاصفة ولن أترك السفينة تغرق. يعرف القاصي والداني في ساحتنا السياسية وحتى خارجها أني تمسكت بالبقاء في النداء عندما هجره الجميع، ودافعت عنه بشدة لما هاجمه المنشقون والخصوم والمنافسون من كل حدب وصوب، وواجهت كل الحملات المنبرية والإعلامية، وتصديت للمناورات داخل الحركة وخارجها وقمت بذلك بمفردي في أغلب الأحيان وخاصة عندما لاذ الآخرون بالصمت أو انحدروا إلى خنادق الحسابات الوضيعة. لم أفعل كل هذا من أجل التمسك بالبقاء فالعروض التي وصلتني للإنضمام إلى قيادات أحزاب أخرى لا تحصى ولا تعد، والدعوات التي دأبت على تحفيزي على بعث حزب أو حركة عديدة هي الأخرى، لكني فضلت التريث ومواصلة القيام بٱلتزاماتي التي حملتني إياها قواعد الحركة في ٱنتظار اللحظة المواتية للمغادرة دون إساءة للندائيين الأحرار الذين ناضلوا من أجل إعلاء صوت الحركة وحمايتها من الإندثار النهائي. كان بٱستطاعتي الخروج في الوقت الذي خرج فيه الآخرون وقد تشظت الحركة إلى شقوق عديدة ولكني خيرت البقاء لمدة محددة عسى أن أتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حركة ولدت كبيرة وفازت بالإنتخابات التشريعية الماضية لكنها تفتتت بسبب السياسات الخاطئة. لم أدافع يوما عن شخص معين ولكني دافعت عن الحركة وهياكلها ونالني من هذا الدفاع المبدئي المستميت الكثير من أنواع الأذى السياسي والمعنوي، فٱستهدفتني السهام وحاصرتني العداوات ولاحقني لوم الأصدقاء ولكني صمدت إلى حين توفر الظروف الموضوعية للمغادرة دون أن ينال ذلك من الحركة ومناضليها. هذه الحركة التي آمنت بأهدافها ومشروعها الإقتصادي والإجتماعي وساهمت في بلورته والترويج لمقارباته وٱستقطاب التونسيين من كل الأجيال للإلتفاف حولها. يعلم الندائيون والتونسيون بصفة عامة أني قدمت إستقالتي من الحركة يوم دب الإنشقاق في صفوف ما تبقى منها خلال مؤتمر المنستير ثم تراجعت عنها أملا في عودة الوحدة بين الشقين المتصارعين، وقد عملت جاهدا على رأب الصدع وتقريب وجهات النظر لكن دون جدوى.