النجم الساحلي : رجالات النادي يبكون كالنساء فريق لم يحافظوا عليه كالرجال
كتب : الحبيب العرفاوي
هيا بنا نترك المتعة، هيا بنا نناظر الأموال وهي تترامى يمينا ويسارا، الجحيم يقتحم عالم كرة القدم، لقد أصبحت عاهرة لمن يدفع أكثر، الأموال فرضت سيطرتها على اللعبة.قتل المتعة بالأموال، سياسة متبعة منذ أزل الزمان، ولكنها باتت منتشرة، أصبحت أكثر قوة،لم تعد تحتاج إلى فلسفة …فالأموال هي التي باتت تصنع الفلسفة وتجلب البطولات، هي أمر مباح للجميع، بإمكانك أن تعاصر ذلك، أو تكون في مهب الريح.
فريق النجم الرياضي الساحلي اصبح في مهب الريح ..تتقاذفه سياسات الشعوذة و اللامبالاة حتى غدا في ذيل التراتيب بعد ان كان رمز القوة و النجاعة و صانع الامجاد و الكؤوس …
فقد النجم الرياضي الساحلي بريقه و توخت الايادي المرتعشة سياسة اشبه ما تكون بصورة النعجة المدلدلة الراس التي لا تدري حسن المرعى و لا جودة الكلأ حتى بات النجم الساحلي ممنوعا من الانتداب بلا مشاركة افريقية صفر لاعب في المنتخب ومكتنز بالديون و تلاحقه القضايا يسرة و يمنة و غيرها من الصور القاتمة السوداء .
كل شيء في النجم السحلي لامسته يد العبث و كل شي تأخر.. لا فريق كرة القدم الاكثر جماهيرياتألق و لا فرع كرة الطائرة و لا فرع اليد تقدما و لا حديث عن كرة السلة التي هوت مثل الشهاب …
غرقت سفينة النجم و تلاطمتها ايادي السماسرة حيث امتلأ الفريق بالنطيحة و المتردية و ما أكل السمسار الضبع و تحولت الجمعية الى اشبه ما يكون باقتصاد الريع …
كان من الحكمة ان تقف رجالات النادي وقفة واحدة على قلب رجل واحد مقتدين بتجربة رئيس الترجي حمدي المدب الذي ظل يتصرف بدهاء و ذكاء و فطنة ….كان لزام ان يكونوا ابناء الساحل من اصحاب المال و الوجاهة في قلب العاصفة ليوقفوا النزيف و يتكاتفوا بالدعم و المساندة و المشاركة و التقييم و الدراسة و تحويل الجمعية الى قدوة في التسيير و الانتعاشة و لكن ظلوا يتفرجون من فوق التلة بل و فيهم من انغمس بالتنبير و فيهم من دفع الى الخراب و فيهم سعد لأزمتها تنطط مثل البر الارتوازي و فيهم من غرس راسه في الرمل كالنعامة رغم كون اكثرهم يكسبون الملايين و المليارات لكن كيف يصرفوها على جمعية يتنفس هواها ابناء الساحل و يعشقها الملايين من المحبين …و يتركون الاستثمار و البزنسةتارة و التبزيس طورا
اخذت السياسة و المشاريع و حب جمع المال حب جما ابناء النادي و المنتسبين اليه و اغمضوا جفنا على ليتوال .. ليتوال الاسطورة التي يعتمد على عمودها الفقري المنتخب … ليتوال الولادة التي تحضن طاقات و مواهب يؤتوها من كل فج عميق …ليتوال المدرسة التي في حجرها يتربى المستقبل العظيم ….ليتوال الممثلة للعلم التونسي و المعرّفة بالدولة التونسية في المحافل الافريقية و العربية و الدولية …
لم يبق في النجم سوى الاسماء و شيء من البكاء على اطلال الاساطير من الشتالي الى الحسومي الى بية و البوعزيزي وصولا للشيخاوي و الشرميطي الذي خلّص …
هم هكذا اصحاب الجاه و المعالي و السعادة … يقاسمون البكاء على فريق لم يحافظوا عليه كالرجال … في انتظار امل جديد لنظرة جديدة …