المنصف المرزوقي “يعلم” قيس سعيد: ما معنى ان تكون رئيسا
نشر الرئيس الاسبق المنصف المرزوقي تدوينة مطولة خصصها كرسالة لقيس سعيد جاء عنوانها ما معنى ان تكون رئيسا.
للعلم فان المرزوقي يعتبر ما حصل يوم 25 جويلية انقلابا.
وكتب المرزوقي:
ما معنى أن تكون رئيسا؟
بالتجربة، بالثقافة التاريخية وبالنموذج الذي قدمه لي مندلا، أعرف أن رئيس دولة
لا يفعل ما يحب وإنما ما يجب،
أن عليه إعطاء المثل قبل إعطاء الأوامر
أن له ثلاث مهام رئيسية
أولها أن يكون المجمع لشعب بالضرورة تعددي وتشقه صراعات لا تنتهي.
ثانيها أنه الساهر على وحدة الدولة وتناسق مؤسساتها وعملها في إطار الدستور وعلوية القانون حتى تستطيع القيام بكل خدماتها المجتمعية
ثالثها أنه الساهر على استقلال الوطن وكرامة المواطن.
لا شيء من هذه المهام أراها تتحقق في ظل رئاسة السيد قيس سعيد
هو قسّم التونسيين بكيفية لم يسبق لها مثيل.
ما عليك إلا أن تسمع ما يقوله عن كل من يخالفه الرأي
وما عليك إلا أن تقرأ ما يكتبه أنصاره لتذهل أمام كمية الأحقاد التي تحركه ويحركها هو وأتباعه وكأنهم يعدون لا قدر الله لحرب أهلية.
هو تسبب في شلل الدولة وتمزيق أوصالها بكيفية لم يسبق لها مثيل في تاريخنا ضاربا بالدستور عرض الحائط وحاكما بأمره لا بأمر قانون يبدو أنه هو الآخر دخل في التجميد إلى إشعار آخر.
هو أقحم الأجانب في شؤوننا الداخلية بكيفية لم نعرفها أبدا وهكذا أصبحنا في ظرف بضعة أشهر دولة تحت المراقبة اللصيقة بانتظار عودة وصاية مقنعة لحل المشاكل التي خلقها وكنا بغنى عنها وكان لها حلول أخرى تحفظ استقلالنا وتماسك مؤسساتنا.
العذر لكل هذه الحصيلة البائسة؟ تخليص تونس من برلمان مشين ومن نهضة مكروهة.
نعم لكن ماذا عن الثمن؟ شلل الدولة، تفاقم الأزمة الاقتصادية، فقدان الاستقلال.
المبرر لكل هذا الخور، لكل هذا الخراب؟ الحرب ضدّ الفساد !!!
الفساد جريمة كبرى وأنا من بدأت الحرب ضدها وكلفتني الرئاسة.
لكن هذه الحرب لا تربح بالارتجال والشعبوية وخاصة خارج القانون والمؤسسات. إنها مجرد عنتريات سيتضح للجميع عقمها وسذاجتها.
بداهة هذا الرجل ما زال بعد سنتين من الوظيفة يتمرن على دوره وأنه لم يتعلم بعد ما معنى أن تكون رئيسا.
أرجو أن يتعلم بسرعة وإلا فإن رؤوسنا وحتى رؤوس أتباعه ستدمى كثيرا والرجل يتعلم المهنة من منطق تعلم ” الحجامة في رؤوس اليتامى”
ولا بدّ لليل أن ينجلي