في خطوة قد تُحدث زلزالاً في المشهد الرياضي التونسي، خرج المسؤول السابق في الترجي الرياضي التونسي عبد الرحمان حسان شوشان عن صمته، موجّهًا اتهامات خطيرة بالفساد وسوء التصرف المالي إلى الهيئة التسييرية الحالية برئاسة حمدي المدب.
وفي تدوينة مفصّلة نشرها عبر حسابه الرسمي، استعرض شوشان ما وصفه بـ”الحقائق المرة” التي يجب أن يعلمها جمهور نادي الدم والذهب، متّهماً الإدارة الحالية بـ”التعتيم والتلاعب بمداخيل النادي”.
ترجي+.. 3 مليارات خارج حسابات النادي؟
كشف شوشان أن مداخيل منصة “ترجي+” بين سنوات 2022 و2024 والتي ناهزت 3 مليون دينار لم تُحتسب ضمن مداخيل النادي، بل تم تحويلها مباشرة إلى شركة Always On Digital، دون مصادقة على العقد في جلسة عامة، وهو ما يعتبره “استيلاء غير قانوني على أرباح الجمعية”.
“ترجي هولدينغ”: وهم البورصة وتسويق زائف للربح
وصف شوشان مشروع “الترجي هولدينغ” بأنه أكبر عملية تحيّل في تاريخ تونس الرياضي، حيث تم التسويق لإدراج الشركة في البورصة ووعد الجماهير بأرباح، رغم أن قانون الجمعيات يمنع توزيع الأرباح على المنخرطين.
كما تحدث عن منح أسهم لرؤساء سابقين من بينهم منذر الزنايدي، مما قد يُدخل النادي في نزاعات سياسية لا طائل منها.
تضارب مصالح و”صندوق أسود” اسمه دليس دانون
اتهم شوشان السيد رفيق مرابط، بكونه كان في آنٍ واحد ممثلاً قانونيًا للعديد من شركات الترجي (ستور، موبيل، نزل الحديقة) ومديرًا ماليًا في مجموعة دليس دانون، المستشهر الرئيسي للنادي، ما يطرح علامات استفهام خطيرة حول تضارب المصالح.
بل وصل الأمر إلى عدم وجود عقد استشهار واضح، واحتساب “مصاريف الماء والياغورت” عوضًا عن مبالغ قارة!
انتدابات بالمليارات دون نتائج.. وفسخ مجاني للاعبين
أوضح شوشان أنه بين 2007 و2021، انتدب الترجي ما لا يقل عن 80 لاعبًا أجنبيًا بالعملة الصعبة، دون تحقيق الاستفادة المادية، بل تم فسخ عقودهم مقابل منح مالية بدل بيعهم أو تسويقهم.
وقال: “قدّمت شخصيًا تقريرًا بأسماء اللاعبين لرئيس النادي… لكن لا حياة لمن تنادي”.
هل حقاً صرف المدب “مئات المليارات” من ماله؟
فند شوشان ما يروجه رئيس الترجي من أنه موّل الجمعية من ماله الخاص، متحدّياً الإدارة أن تنشر القوائم المالية العشرية التي تثبت ذلك، مشيرًا إلى أن النادي كان يمكنه تحصيل 200 مليون دينار على مدى 18 عامًا من مستشهرين آخرين.
رهن نزل الحديقة؟ وشبهات تمويل مشبوه
أخطر ما جاء في التدوينة هو الحديث عن إمكانية رهن نزل الحديقة لفائدة شركة حنبعل ليز (المملوكة لصهر المدب)، مقابل تمويل مزعوم بقيمة 4 مليون دينار لم يُستغل لتأهيل النزل، مما دفع الأعوان لارتداء الشارة الحمراء احتجاجًا على عدم خلاص مستحقاتهم.
ختامًا: هل يُفتح التحقيق؟
اختتم شوشان تدوينته بعبارة: “اللهم إني قد بلغت… وما خفي كان أعظم”، داعيًا جماهير الترجي إلى الوعي بخطورة الوضع، ومطالبًا بكشف الحسابات المالية.
ويبقى السؤال: هل تتحرّك الجهات الرقابية والقضائية للتحقيق في هذه الاتهامات؟
أم سيظل جمهور الترجي يطالب بالشفافية دون مجيب؟