الفخفاخ فاسد الى أن تثبت براءته أما القروي فهو بريء الى أن يثبت فساده
تونس – الجرأة نيوز :
من المهم ان نطرح سؤالا والبلاد تمر بهذه المرحلة الصعبة:
هل هناك فعلا حالة تحسر على فترة رئيس الحكومة السابق الياس الفخفاخ؟
في فترة الفخفاخ تونس حققت الانتصار بالضربة القاضية على الموجة الاولى لجائحة كورونا وبدأت ملامح معركة جدية ضد الفساد بل رأينا انسجاما كبيرا بين رأسي السلطة التنفيذية .
اكثر من هذا فرغم الوباء والمصاعب الا ان النفسية العامة كانت جيدة وفيها تحدثنا عن القيادي النهضاوي كونه جنرال الجيش الابيض وان اليسار هدأ من الانتقادات والاتحاد انخرط في المجهود العام لمجابهة الوباء .
في تلك الفترة كانت هناك علاقة جيدة انعكست على الفيسبوك بين المواطن والامن وفيها تحملت الدولة مسؤوليتها ووقع انفاق مئات المليارات لمساعدة الشرائح الفقيرة والمتضررة من الجائحة.
لكن الوضعية لم تدم طويلا بل لبضعة اشهر وبعدها خرج صاحب نظرية الحزام السياسي ليضع حزامه على رقبة التونسيين ويقرر عزل رئيس الحكومة وطرد حكومته .
التبرير كون الفخفاخ فاسد والتهمة تضارب المصالح ورغم ان القضاء لم يقل كلمته ولم يفتح تحقيق بعد الا انه حوكم واتهم وعوقب وتم الانقال الى مرحلة جديدة هي حكومة الحزام السياسي.
وبعد تشكل الحكومة وجد ان الحزام غير كاف فشد اكثر وفرض تغيير نصف هذه الحكومة ليأتي البعض ويقول انه الشيخ التكتاك الذي يسير تونس كيفما يشاء وليقول انصاره كونه منقذ تونس اما من ماذا انقذها فلا ندري.
بعد ان عزل – ونصر على هذا المصطلح – الفخفاخ بتهمة الفساد حتى تثبت براءته تم ايقاف رئيس قلب تونس نبيل القروي بتهمة الفساد والغريب ان نفس من قاموا يتهمون الفخفاخ بكونه فاسد رفعوا هذه المرة شعارا مناقضا للأول وهو ان القروي بريء حتى يثبت فساده.
هذا ما يسمى ذو الوجهين وهو نفس الأمر الذي يسميه البعض دهاء سياسيا.
بلاد كانت ماشية الى الامام يأتي للداهية والذكي والعبقري ومن لم تلد مثله وولادة ليبركها ويدخلها في نفق مظلم وعلينا ان نقول عنه شكرا يا سيادة راشد رغم اننا لا نراك راشدا.
محمد عبد المؤمن