الصفقات العمومية : 25 بالمائة من قيمتها يذهب بسبب الفساد و 2.5 مليار دينار تذهب في جيوب الفاسدين وفق شعار”كول ووكل”
الجرأة نيوز- تونس : محمد عبد المؤمن
رغم ان كل المؤشرات تؤكد كون الفساد خاصة في القطاع العمومي تزايد بشكل كبير الا ان هناك قطاعات هي الاكثر عرضة للفساد بسبب قوانين بالية لم يتم تعديلها وايضا لان آلية العمل ذاتها تشجع على نهب المال العام.
من بين اهم القطاعات التي تفشى فيها الفساد بشكل كبير نجد الصفقات العمومية والتي ترتبط دائما بالمشاريع والشراءات والانجازات حيث انها مجال خصب للثراء ان كان من اشخاص بلا ضمير وضعوا في مناصب هامة او من قبل مقاولين شعارهم “كول ووكل”.
تؤكد تقارير ومنها تقرير منظمة الشفافية الدولية وأيضا ما اكدته هيئة مكافحة الفساد بان 25بالمائة مما يخصص للصفقات العمومية يضيع ويتبخر.
وهو ما يعني أن 2مليار و500 مليون دينار تذهب في الجيوب والحسابات لأشخاص ميزتهم الوحيدة هي أنهم وضعوا في اماكن حساسة ومنها لجان الفرز والاختيار في خصوص مناقصات الصفقات العمومية.
تقارير
وفق التقرير فان الدولة تخسر سنويا جراء الفساد في الصفقات العمومية التي تمثل قيمتها 18بالمائة من الناتج المحلي الخام و35بالمائة من ميزانية الدولة نقطتان نموا اي اكثر من 30ألف موطن شغل سنويا والسبب ان بضعة اشخاص يتمعشون من الصفقات العمومية وتحولوا الى اثرياء واصحاب مليارات لكنهم في مأمن أي ان الخوف من العقاب غير مطروح لديهم.
مجال الصفقات العمومية مرتبط وفق القانون بالمناقصات اي ان تقدم الدولة عبر مرافقها العمومية عروضا او طلب عروض فتتقدم المؤسسات الخاصة والاشخاص حسب الاختصاص للمشاركة فيها عبر تقديم عروض سرية او بالأصح هكذا توصف على ان تتولى لجنة معينة ومحلفة وتوصف كون اياديها بيضاء باختيار العرض الانسب وفق قيمة العرض ومدى التزامه بكراس الشروط وايضا باحتساب العامل المادي اي العرض الاقل كلفة .
اما ما يحصل في الكواليس فهو شيء آخر ونعني في هذه اللجنة حيث انها تجتمع قبل الاجتماع الرسمي فتفتح الظروف ويتم الاطلاع عليها ويقصى من يقصى ويدفع ما يدفع بمعنى آخر تجري صفقات على الصفقات الحقيقية والمقياس هو من يدفع لا الافضل والاجدر.
الغش
الاشكال لا يقف هنا بل يتواصل لتأتي الكارثة فالحصول على الصفقة يتم بطريقة ملتوية أي أن التنفيذ هو الاخر يكون غير جدي فمن سيكلف بانجاز المشروع يدرك كون من هو مطالب بمراقبته تحصل على نصيبه من الكعكة بالتالي فلن يراقبه الا صوريا والنتيجة طرقات وجسور تتشقق وتمتلئ بالحفر بعد اسابيع قليلة من انجازها وبنية تحتية لا تصمد امام 5خمس دقائق من الامطار.