الدولة في مواجهة سلطة المافيات ومن يرون أنفسهم «الملاك» في تونس
تونس – الجرأة نيوز:
قبل 2011 كان الفساد في تونس معروف اتجاهه ومن يقودونه . كانت هناك قلة تتحكم مستقوية بالحزب الحاكم حينها والرئيس لينتقل الامر بعد ذلك الى دائرة اوسع قليلا هي عائلة الرئيس واصهاره والمقريبن منهم.
عنوان هذه المرحلة كان حكم العائلة بل يمكن الحديث حينها عن مطبخ اتخاذ للقرارات خارج الحكومة ومؤسسات الدولة يحركه اشخاص شبه اميين همهم المال والربح .
هذه القلة ربط معها رجال اعمال واشخاص مغمورين وغير معروفين علاقات والنتيجة كانت ان الدولة صارت محكومة بالفاسدين.
بعد الثورة كان المتوقع ضرب منظومة الفساد خاصة وانها معروفة بل وبدقة لكن ما حصل خلاف هذا تماما فالفساد ضرب بأطنابه وتحول الى ظاهرة انتشرت بشكل جنوني .
هذا الامر يتجاوز الملاحظات الميدانية الى تقارير دولية منها لمنظمة الشفافية الدولية والبنك الدولي وايضا تقارير وطنية لدائرة المحاسبات والبنك المركزي.
كل التقارير تتحدث عن تفشي كبير للفساد الذي ضرب بقوة منذ 2011 مستفيدا حينها من ضعف الدولة لكن حتى بعد ان استرجعت الدولة ومؤسساتها قوتها فان التغلغل للفساد صار معضلة كبيرة .
الوضع خطير
ما يحصل حاليا هو ان الفساد انتشر بل صار يتحدى الدولة بل اكثر من هذا حيث انه صنع لنفسه تحالفات في الاعلام والسياسة وعالم المال والاعمال .
الفساد في ظل الديمقراطية صارت له آليات اخرى وفق المعطيات الجديدة فهو يدرك ان الديمقراطية انتخابات والانتخابات تعني المال والترويج من هنا تحركت ماكينات الفساد لتمويل احزابا وشخصيات سياسية وفق قاعدة ” المتسلفة مردودة” أي نمولكم اليوم وتخدمون مصالحنا غدا.
هذا الامر رأيناه في عدة محطات منها ما سمي بقانون المصالحة الاقتصادية وهو في الحقيقة قانون الصفقات السياسية .
إقرأ أيضا : ما الذي جمع بينهما / الغنوشي والقروي …” راسين في شاشية”…
الامر رأيناه ايضا في احزاب تنطلق بقوة بلا أي شعبية وفجأة تفجر حملات انتخابية ضخمة وتصل لتكون في دائرة السلطة والقرار بما فيها مجلس نواب الشعب.
هذا الوضع ليس استنتاجات بل حقائق .
المعركة تحتدم
اليوم بعد تكون حكومة تعتبر الأكثر مصداقية من غيرها بدأت ملفات الفساد تفتح بجدية لكن ردة الفعل كانت قوية جدا وبأسلوب جديد هذه المرة .
ما نراه اليوم هو معركة حقيقية بين الفساد والمافيات واللوبيات والمتنفذين والدولة الحقيقية .
لكن المشكلة ان ماكينة الفساد ضربت في مؤسسات الدولة وصار لها اعوان ومدافعون وايضا مهاجمون .
محمد عبد المؤمن