التعنت يهدد بتفكك النهضة…دعوات لراشد ليكون راشدا

تونس – الجرأة الأسبوعية:

تصاعدت وتيرة الخلافات والانقسام داخل النهضة بشكل خطير جدا بات يهدد بحصول ازمة غير مسبوقة.

فإلى جاني التحذيرات التي اطلقها كل من محمد بن سالم وزبير الشهودي وقبلهما عبد اللطيف المكي اصدع القيادي المستقيل من الحركة عبد الحميد الجلاصي بموقفه .

الجلاصي في تدوينة نشرها امس الثلاثاء عبر عن استغرابه وصدمته من رفاق الامس .رفاق النضال والحياة الجامعية والاحلام وايضا القمع كيف تغيروا الى درجة انه لم يعد يعرفهم.

السؤال هنا: من يقصد الجلاصي بكلامه؟

بالتأكيد فان الجلاصي يقصد الجماعة التي انبرت تدافع عن الغنوشي الى درجة انها صارت تقدم الفتاوى من اجل رئاسة دائمة وفي مقدمتهم عبد الكريم  الهاروني ونورالدين البحيري .

قبله تحدث الشهودي كون جماعة المائة ليست مجرد اصوات من هنا وهناك بل هي قيادات فاعلة ومؤثرة في النهضة منها من هم في المكتب التنفيذي وفي مجلس الشورى وفي الكتلة البرلمانية.

 

دعوات للرشد

 

الازمة التي تحصل اليوم سببها رئيس الحركة الحالي المصر على مواصلة رئاسته مهما كانت الظروف والتكاليف غير عابئ بالتقيد بالقوانين الداخلية  للحركة .

الاتهامات للغنوشي كونه يريد اتباع سياسة بورقيبة وبن علي في رئاسة مدى الحياة وزعامة في حين ان المجتمعات الديمقراطية لا تهتم لما يسمى زعامات بل هي تقوم على  التشاركية والانتصار لمن تسانده الاغلبية.

سؤل بات يوجه للغنوشي وهو :

هل سيكون راشد راشدا ويجعل من مصلحة حزبه قبل مصلحته الشخصية ويترك اوهام الزعيم الملهم الذي ان غاب ضاع الحزب وضاعت البلاد؟

الوضع يتطلب سؤالا اعمق من هذا وهو:

هل ان نضال الغنوشي كان من اجل الديمقراطية ام من اجل الوصول للسلطة ؟

اسئلة كثيرة يتم تداولها اليوم بعضها يصب في دائرة الاستغراب من مواقف الغنوشي حيث انه يرفض الانقياد لقانون تقوم عليه الحركة ففي السابق كان يتم التغاضي عن الامر كون الحركة تعمل في السر ومحاصرة وجل قياداتها منفية او معتقلة لكن الان لم تعد هناك حركة بل حزبا يمارس السلطة في بلد ديمقراطي فما الحاجة للتعنت وتحويل الامر الى صراع اشخاص.

ما تطالب به مجموعة المائة هو الشرعية واعلاء كلمة القانون اما الغنوشي وفريقه فانهم يريدونها ملكية خاصة يتصرفون فيها كيفما يشاؤون.

هذا المقال نشر في الجرأة الأسبوعية

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى