التحقيقات تكشف فساد نجم الدين المزوغي: من تدليس الشهادات إلى التلاعب في الانتدابات
نجحت الوحدات الأمنية في المعبر الحدودي راس جدير في ضبط نجم الدين المزوغي، كاتب عام نقابة الخطوط الجوية التونسية، أثناء محاولته الفرار نحو ليبيا، وفق ما أكده المتحدث الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس، محمد زيتونة. تأتي هذه التطورات بعد أن تم إدراج المزوغي ضمن قائمة المطلوبين بناءً على أبحاث عدلية أجرتها النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس.
تتعلق التحقيقات بعدد من التهم الخطيرة ضد المزوغي، تشمل تدليس الشهادات العلمية، والتوسط في البغاء، فضلاً عن إدارة شبكة لهذا الغرض. إضافة إلى ذلك، يتهم المزوغي بالارتشاء من خلال استغلال نفوذه لاستخلاص مبالغ مالية مقابل التدخل في الانتدابات والترقيات داخل مؤسسة الخطوط الجوية التونسية. هذه التهم تكشف عن حجم الفساد المستشري داخل المؤسسة، وتعكس مدى التحديات في مواجهة الفساد والمحسوبية التي كانت تسود.
توضح هذه القضية كيف أن النظام الفاسد يفضل حماية الأفراد الأقوى، بينما يُضحي بالآخرين الأقل تأثيراً. إن المحاولات لإخفاء الأدلة وإفلات المتورطين من العقاب تعكس النواقص في نظام الرقابة والمحاسبة، مما يجعل من الضروري التحرك بجدية وفعالية لضمان محاسبة جميع المتورطين بشكل عادل وشفاف.
في ظل هذه الظروف، لا بد من الإشادة بالجهود التي بذلها وزير النقل السابق، ربيع المجيدي، الذي كان ضحية لنفوذ النقابات الفاسدة. المجيدي حاول بشجاعة تطهير مشروع “الغزالة” من الفساد المتراكم، رغم التحديات الكبيرة التي واجهها. كانت جهود المجيدي ضرورية لتحقيق الإصلاح والتغيير في وزارة النقل، وساهمت بشكل كبير في الكشف عن الفساد ومحاربته.
تظل قضية “الغزالة” دليلاً على الحاجة الملحة لتعزيز الرقابة والمحاسبة في جميع القطاعات. إن مكافحة الفساد تتطلب شجاعة وتفاني من جميع الأطراف المعنية، ويجب أن تكون هناك استجابة قوية وجادة لضمان تحقيق العدالة وإعادة بناء الثقة في المؤسسات.