التجاري بنك يغادر تونس : كل القصة و ما فيها ؟

فيما ساقت وسائل اعلام مغربية  خبر رحيل  مجموعة التجاري بنك من تونس   بقولها : معلوم أن المجموعة البنكية المغربية “التجاري وفا بنك”، دخلت إلى السوق التونسية سنة 2006 بعد اقتنائها رفقة مجموعة سانتندير الإسبانية لـ 53.54 ٪ من رأس مال “بنك الجنوب” التونسي، ويعتبر “التجاري بنك تونس”، وهو الإسم الذي يحمله فرع المجموعة المغربية “التجاري وفا بنك” في تونس، فاعلا مرجعيا في القطاع البنكي التونسي، حيث يتوفر على أول شبكة بنكية في البلاد تضم 204 فرع ومراكز أعمال، كما يساهم بشكل فعال في منجزات النظام البنكي التونسي، وفي سنة 2018، تم اختيار البنك للسنة الخامسة على التوالي أفضل بنك في تونس، من طرف المجلة الإنجليزية “ذي بانكر”، التابعة للمجموعة المالية تايمز.
هذا، ويوظف البنك المغربي في فرعه التونسي 1.739 مستخدما، ضمن 204 فرعا، علما أن البنك المغربي يعمل في 25 دولة في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، ويتوفر على أكبر شبكة فروع في إفريقيا تضم 4306 فرعا، وخروجه من السوق التونسية، سيشكل ضربة قوية لسوق الاستثمارات في تونس، كما سيصعب من التدفق المالي بين تونس والدول الإفريقية والشرق أوسطية والأوروبية، ويبدو أن الأزمة التونسية المغربية، بعد استقبال الرئيس قيس سعيّد لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، سنعكس لا محالة على ما هو اقتصادي بين البلدين، خصوصا الاستثمارات المغربية في تونس التي تعاني بشكل كبير من “ترهل” اقتصاديا بفعل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ أزيد من ثلاث سنوات
و لكن اليؤال الجوهري هو هل تترك التجاري البنك االغنيمة من اجل ازمة ديبلوماسية عابرة ؟  نطرح التساؤل في ظل  تصدّرت البنوك التونسية المدرجة في البورصة قائمة المؤسسات الرابحة خلال الأشهر التسعة الماضية، مسجلة نمواً في أرباحها بنسبة 12.3 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تونس.

وحققت البنوك الـ 12 المدرجة في السوق المالية أرباحاً صافية بقيمة 3.9 مليارات دينار بنهاية سبتمبر ، مقابل 3.5 مليارات دينار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. كذلك، ارتفع صافي الدخل المجمّع لشركات الإيجار المالي (مؤسسات تمويل) السبع المدرجة بنسبة 5.9 في المئة، ليصل إلى 334 مليون دينار، مقابل 315 مليون دينار خلال الفترة ذاتها من 2020.

في الموازاة، أظهر التقرير السنوي الصادر عن البنك المركزي التونسي، زيادة الدين الداخلي عام 2020 بنسبة 9.1 في المئة، مسجلاً ارتفاعاً بأربع نقاط مئوية مقارنة مع العام 2019، الذي لم يتجاوز خلاله نمو الدين 5.1 في المئة. وأبرز التقرير أنه نتيجة تكثيف لجوء تونس إلى مصادر التمويل الداخلية من الجهاز المصرفي، زادت نسبة الاقتراض من القطاع المالي بنسبة 16.7 في المئة، فيما زادت الديون عبر إصدار سندات خزينة 25.9 في المئة العام الماضي مقابل 2.1 في المئة فقط في 2019.

 و يملك التجاري بنك في 2010 شبكة من 169 وكالة، وتهدف لأن تصل إلى المركز الثاني كأكبر البنوك التونسية في 2012.
في 29 ديسمبر 2014، افتتح البنك وكالته رقم 200، وأصبحت التجاري بنك بذلك أكبر مصرف (بنك) في تونس. تحصلت في نفس الوقت على جائزة أفضل بنك في تونس من قبل ذا بنكر التابعة لمجموعة فاينانشال تايمز.

هذا و يبدو ان قصة مغادرة التجاري بنك لتونس زوبعة في فنجان. فكيف لاحد كارتلات الاثرياء في زمن البؤساء ان يقول الى اللقاء ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى