اسرائيل روضت الأنظمة العربية لكنها لم تقدر على الشعوب
كتب محمد عبد المؤمن
عشر سنوات من الدمغجة الاسرائيلية والامريكية وحفلفاؤهم من الانظمة العربية حول التطبيع وان النضال بات قضية خاسرة ينتهي اليوم في القدس وفي المسجد الاقصى وغزة بنتيجة واحدى.
وهي ان الانظمة شيء والشعوب شيء آخر مغاير لها ولا علاقة له بها .
دول فرض عليها حكامها من ملوك وامراء بأن يدخلوا في اتفاقات صلح بل تطيع كامل بل وصداقة ومحبة مع اسرائيل بدون أي ثمن ولا أي فائدة يقدمونها للقضية الفلسطينية وبعد تلك المليارات من الدولارات التي انفقت لتغيير العقليات وصنع عقل عربي جديد يرى ان فلسطين لم تعد تعني له شيئا .
كلها تسقط في الماء.
من يحتجون اليوم ويناضلون هم شباب ولدوا بعد اتفاقيات السلام او هكذا سميت بل هم ولدوا بعد مبادرة السلام العربية التي علق عليها شارون حينها بقوله لا تستحق حتى ثمن الحبر الذي كتبت به.
فلسطين ليست ورقة او وثيقة يمضي عليها دحلان او بن سلمان او بن زيدان او خلفان بل هي قضية امة وشعب وجيل جديد ايضا لم يعش الانتفاضة ولكنه يؤمن بالقضية.
على اليمين الاسرائيلي ان يدرك بان تحالفه مع من يبيعون القضية وفلسطين لن يوصلهم الى شيء لانهم يواجهون جيلا يدرك ما يفعل وليس في حاجة لمحمود عباس او رجب الرجوب ليعلمه ما يفعل وكيف يناضل ويدافع عن ارضه ووطنه السليب.
فلسطين ليست مجرد قضية تسقط بالتقادم وشعبها ليس شعب ستار اكاديمي وذو فويس فذاك افيون مهما انفق عليه لترويجه فلن يؤثر .
كتب احد الصحفيين الاسرائيليين مخاطبا ناتنياهو وساسة اسرائيل قائلا لهم بانه مهما ازداد قمعهم للفلسطينيين ومهما لبوا من ارضهم ونشروا المستوطنات فان فلسطين باقية لانهم يواجهون شعبا لن يفرط في حقه ولن ينسى ابدا ان بلده محتل .
منذ 48 واسرائيل تعالج الملف بالصواريخ والعدوان ولم تستوعب بعد بان كل معركة جديدة هي نكسة جديدة لها وان الوضع يتغير وان ما تناله من حكام العرب لا يمثل شعوبها ولن يمثلها ابدا.