“أنا يقظ”: 160 عونا بـ”نقل تونس” يتقاضون أجورا عن ساعات عمل وهمية
كشفت منظمة “أنا بقظ” أنّ مركز “يقظ لدعم وإرشاد ضحايا الفساد” الراجع إليها بالنظر تحصّل على وثائق تُثبت تمتّع أكثر من 160 نقابيا موزّعين على مختلف النقابات الأساسيّة بشركة نقل تونس (Transtu) بـ 8 ساعات عمل وهميّة بصفة يوميّة منذ حوالي سنة ونصف.
وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته يوم أمس الإثنين 13 ماي الجاري على موقعها الرسمي أنّ “مستودع باب سعدون بالعاصمة سجّل لما يقارب السّنة 8 ساعات عمل وهميّة بصفة يوميّة لـ14 عونا ضمن فترات العمل الصباحيّة (بين الرابعة فجرا ومنتصف النهار) دون أن يمارس الأعوان عملهم بصفة فعليّة ودون اقتطاع يوم غياب واحد من أجورهم مع تمتّعهم بكافّة المنح التي لا تُمنح لزملاء يباشرون مهامهم دون انقطاع ويسجّلون حضورهم بصفة يوميّة”.
وأضافت أنّه “فضلا عن ذلك، انخرط أحد الأعون في ممارسة نشاط مواز كعامل بأحد المطاعم الشعبيّة بمنطقة “شبّاو” بوادي اللّيل التابعة لولاية منّوبة عوض مباشرة مهامه بصفة (قابض أو سائق) بإحدى الحافلات التابعة للشركة وفق ما يقتضيه الجدول المعلّق على جدران المستودع المذكور إلى جانب قضاء عون آخر (عضو في النقابة الأساسيّة بمستودع باب سعدون) حوالي أسبوع بالجزائر في وقت يُفترض أن يزاول فيه عمله حسب نفس الجدول”.
وأكّد التقرير أنّ “أعضاء النقابة الأساسيّة بمستودع باب سعدون ليسوا استثناء في التجاوزات الحاصلة بنقل تونس، إذ يتقاضى مائة وستّة وأربعون موظّفا (146) أجورا دون ممارسة فعليّة لمهامهم مما يكبّد الشركة خسائر ماليّة هامّة ويستنزف ميزانيّتها في إهدار المال العامّ ويتسبّب في تسجيل نقص فادح للأعوان ممّا ينجرّ عنه تأخر واضطراب في مواعيد الرّحلات، الشيء الذي يدفع ثمنه المواطن”.
ولفت إلى أن “الشركة التي تجاوزت ديونها 800 مليار سنة 2018 تتكبد خسائر بـ 8000 دينار يوميا بسبب ساعات العمل الوهمية الآنف ذكرها”.
وتفيد معطيات “أنا بقظ” بأنّ جملة الخسائر الماليّة التي تتكبّدها “نقل تونس” بسبب عدم مزاولة الأعوان (أعضاء النقابة الأساسيّة) مهامهم، تقدّر بـ3 ملايين و465 ألف دينار سنويّا دون احتساب المنح والامتيازات التي يتمتّعون بها، فضلا عن خسائر ماليّة أخرى بسبب مقاطعة عديد المسافرين الشركة وتوجّههم إلى القطاع الخاصّ بسبب الاضطرابات المتكرّرة والمتواصلة لمواعيد الرحلات.
وفي سياق متّصل، نقلت المنظمة عن مصادر من شركة نقل تونس أنّ هذه الأخيرة ووزاة النقل ورئاسة الحكومة لم تتّخذ أيّ إجراء في الغرض، مشيرة إلى أنّ الموضوع توقّف عند اجتماع وصفته بـ”السرّي” جمع الأمين العام للاتحاد العامّ التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بوزير النقل هشام بن أحمد واقتصر على إعلام هذا الأخير القيادة المركزية بمحتوى شكوى وردت عليه حول غيابات أعوان نقابيين فيما وعده الطبوبي بـ”محاولة” حلّ الإشكال.
وأبرزت أنّه باتّصالها بالرئيس المدير العام للشركة أنيس الملّوشي، أكّد لها عدم علمه بالتجاوزات الحاصلة صلب الشركة وبالشكايات المسجّلة في الغرض باعتبار أنه عُيّن على رأس الشركة منذ فترة وجيزة فقط، وأبدى استغرابه من عدم تدخّل الرئيس المدير العامّ السّابق متعهدا بمتابعة الموضوع ومحاسبة كل من تقاضى أموالا دون وجه قانوني.