أزمة داء الكلب : قلة التلاقيح والتقصير يسببان موجة وفيات جديدة
أثار الارتفاع الملحوظ في حالات الوفيات بداء الكلب في تونس قلقاً شديداً، خاصةً بعد تسجيل وفاة تاسعة لشاب في النفيضة، تعرض للخدش من قبل قطة مصابة. وقد وصف عميد البياطرة، أحمد رجب، الوضع بالـ”فضيحة”، مشيراً إلى تراجع خطير في الإجراءات الوقائية.
في تصريح له لبرنامج “صباح الناس” يوم الجمعة 16 أغسطس 2024، أرجع رجب تفاقم الوضع إلى “التقصير” في حملات التلقيح، التي تعتبر ضرورية لحماية القطيع الحيواني والأفراد من هذا المرض القاتل. وأضاف أن تراجع التلقيحات يعود إلى مشاكل تتعلق بالتوكيل الصحي الذي أُنشئ في عام 2005.
على الرغم من عدم تسجيل أي حالة إصابة بداء الكلب في تونس عام 2009، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات، مما أدى إلى تسجيل وفيات عديدة بسبب نقص حملات التلقيح. وقد أشار رجب إلى أن الدولة يمكنها تقليل التكاليف الضخمة لعلاج المصابين من خلال تعزيز هذه الحملات.
وأضاف رجب أن عمادة الأطباء نبّهت مراراً إلى الوضع الكارثي، مشدداً على ضرورة حل المشكلات المتعلقة بالتوكيل الصحي. وذكر أيضاً أن كميات كبيرة من التلاقيح ضد داء الكلب، التي تم استيرادها بعملة صعبة، قد تلفت دون أن يتم استخدامها لحماية الحيوانات، في ظل عدم تحقيق النتائج في التحقيقات التي فتحها الوزير السابق منذ ثلاث سنوات.
حتى 15 أغسطس الجاري، توفي 9 أشخاص بسبب داء الكلب، وبلغ عدد حالات الوفيات في صفوف الحيوانات أكثر من 230 حالة. وفي سنة 2023 وحدها، سجلت تونس 6 وفيات بشرية و350 حالة وفاة في صفوف الحيوانات بسبب هذا المرض.