دردشة يكتبها الأستاذ الطاهر بوسمة /العدل أساس العمران

بقلم الطاهر بوسمة :

ذلك ما قرره العلامة ابن خلدون في مقدمته وبتنا نفتخر به وبها منذ قرون ولكن غيرنا اتخاذها قاعدة وقانونا بينما نحن العرب بتنا وما زلنا نزين بها واجهات مكتباتنا الشخصية وأكثرنا لم يقرأ منها فصلا او كلمة ليتعظ بما جاء فيها.

لا علينا لقد تذكرت ذلك اليوم وانا اتابع الاخبار، فرأيت كيف يقف رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي ذليلا امام قضاته ليبرر اعماله الاجرامية من تحيل وسرقة وقبول ما ليس له فيه من حق مبررا ذلك بمؤامرة شنت عليه من بني جنسه من الإسرائيليين.

تذكرت حالنا نحن وقد اعزنا الله بالإسلام وأوصنا بإقامة العدل بيننا في كتابه العزير بقوله في سورة النساء: ۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا.  – 58 –

كل ذلك بدون ان أعدد لكم الأحاديث النبوية الصحيحة التي جاءت متقاطعة تحثنا على ذلك العمل الجليل.

لقد عادت بي الذاكرة واستعرضت اسباب هزائمنا المتكررة وخسارتنا في شتى الميادين وكيف لحفنة من المتشردين حول العالم منذ قرون تغلبت على عدة مئات الملايين من العرب والمسلمين وممن اعطاهم الله المال الكثير وفجر في ارضيهم خزائن قارون.

اننا على كثرتنا ومالنا الوفير بتنا كغثاء السيل لا نساوي شيئا كثيرا ولا وزن لنا ولا قيمة.

كان ذلك المنظر الذي رايته في وسائل الاعلام صوتا وصورة يتمثل في رئيس حكومة مستندا لشرعية الصندوق، وكيف يحضر شخصيا أمام القضاء ليجيب عن تهم خطيرة، وعلى قدم المساواة مع امثاله ممن تعمدوا سرقة بيضة أو مليم.

كيف تريدوننا ان نفتخر ونمني النفس بالانتصار للأخوة الفلسطينيين ونحن لا نعرف من العدل الا ما بقي موثقا في الكتب، وما نستدل به من حين الى حين من آيات قرانيه وأحاديث نبوية شريفة.

ما زلنا نبرر افعال المسؤولين عندنا ونتلمس لهم الاعذار، فلعلهم يجودون علينا ببعض الفتات ونحن على استعداد للتذلل إليهم بدون حياء متخلين عن ديننا الحنيف، وقيمنا القديمة، التي ما زلنا نتغنى بها بدون قيمة.

وأستحضر لكم بالمناسبة بعض الامثلة للتدليل عما كتبته لكم في هذه الدردشة القصيرة ومنها ذلك الصحفي الذي تم قتله في قنصلية بلد يدعى الريادة في الدين وموكول لحكامه خدمة الحرمين الشرفين وكيف يتم إخراج تلك التمثيلية الركيكة لتبرير جرائم قتل ظهرت صوتا وصورة بأمر وبعلم كبار المسؤولين.

انها البلد الذي كان عليه ان يكون مثالا حسنا للإسلام وللعروبة، لنقتدي به في ديننا ومعاملتنا، ولكننا نراه يوغل في تقتيل المسلمين في بلد جاور له، اليمن السعيد، وكان عليه ان يرعى حقه عليه، ولا يعين عليه الظالمين من دول أخرى لا تبعد عنه في العروبة والدين.

لقد تامروا عليه وعلى غيره بمد الخارجين عن الاجماع بالأسلحة والذخيرة المقتنية من اعداء العرب والمسلمين بأموال طائلة وبدون حساب، بل قدموا المال الوفير للغير بدون سبب او حق معلوم كي يرضوا عنهم ويحمونهم من شعوبهم وقد باتوا يخافون من انتفاضتهم عليهم.

ثم أمر الى ذلك العبد الأبق في الصحراء الذي استولى على خيرات المسلمين وبات يتدخل في شأن لا يعنيه، ويتامر على بلاد العرب والمسلمين بدون صفة أو حق له فيه، سوى كثرة المال الذي تجمع له من خيرات منَّ الله بها على المسلمين، فبددها هو وأمثاله في الفساد والتقتيل بدون حسيب أو رقيب، وكل ذلك خدمة لأعداء الدين.

أقول ما هو المبرر الذي يسمح لهؤلاء الشياطين بالتدخل في شؤون الشعب الليبي ومحاولة تنصيب من يحكم فيه.

ثم ما علاقة هؤلاء المتطفلين بشعب مصر العظيم، أو بأهل تونس الخضراء الذين اختاروا لهم من يحكم فيهم بالصندوق وتحت رقابة داخلية وخارجية.

ولعله من غضب الله علينا وقد سلط علينا وباء كورونا، وزادنا عليها جور هؤلاء المفسدين من المبذرين اخوان الشياطين، ومن لف لفهم من المفسدين.

                           تونس في 25/05/2020   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!