عدنان منصر: النهضة مجرد منظومة سلطوية تتاجر بعذابات أبنائها ولا تفكر فيهم الا ككتلة من الشحم واللحم

كتب عدنان منصر تدوينة على حسابه على الفيسبوك انتقد فيها النهضة بشدة واعتبرها مجرد منظومة سلطوية تتاجر بعذابات ابنائها وتتعامل معهم كمجرد كتلة من الشحم واللحم وفق قوله.

واضاف ان قرارها التصويت لقيس سعيد هو لإرضاء قواعدها لكنها في الحقيقة تريد صفقات مع القروي.

وقال منصر:

أول من نطق بهذه الكلمة في السياق السياسي المباشر كان السيد علي العريض، في تفاعل مع دعوة الدكتور المرزوقي لتكوين “حراك شعب المواطنين”. منذ ذلك الوقت، جرت مياه كثيرة تحت الجسر. نعم، صوت النهضويون في معظمهم للدكتور المرزوقي في رئاسيات 2014، أقول في معظمهم، وليس كلهم. حوار الغنوشي في نسمة ليلة 17 ديسمبر 2014 الذي خصصه لتقويض خطاب حملة المرزوقي، وحماس بعض رموز النهضة وجزء من ماكيناتها ضده (أذكر فيلسوفا عظيما محسوبا على النهضة، نشط في منزل بورقيبة بتوزيع المنشورات الداعية لانتخاب الراحل الباجي قايد السبسي مع شتائم ضد المرزوقي، وآخرين أيضا ممن ملؤوا لاحقا الاعلام كمصلحين وكتيار عقلاني)، ساهم في حسم الأمر ضد المرزوقي. طيب، عدد الذين صوتوا للمرزوقي من النهضويين في 2014 كان أعلى بكثير من الذين صوتوا لمورو مؤخرا، في 2019. ماهو الدرس؟ دفترخانة ؟ طبعا الجواب ليس هناك، الجواب في مكان آخر: في وعي الناس وقدرتهم على التمرد على الحزب عندما يشعرون بتحول الحزب إلى مجرد منظومة سلطوية تتاجر بعذابات أبنائها ولا تفكر فيهم إلا ككتلة من اللحم والشحم. في سياقنا الراهن، حدثت لقاءات بين قيادات من النهضة والقروي قبل اعتقاله، وتم اقتراح فاضل عبد الكافي، بمباركة من الاتحاد، لقيادة الحكومة القادمة. آنذاك كان القروي لا يزال متقدما في عمليات سبر الآراء. الاتفاق لا يزال ساريا، مع توقع كبير بأن يكلف القروي، ولو من داخل سجنه، بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات. دعوة النهضة للتصويت لقيس سعيد في الرئاسية، ليس تصويتا ضد القروي الذي خرج فعليا من السباق الرئاسي، ولكن حتى لا تنقص حظوظها في التشريعية بغضب إضافي للقواعد. مجرد موقف انتهازي آخر بدعوى الواقعية. هنا لا مجال للحديث عن ثورية القيادة في القرار، فقد كان محاولة بائسة للالتحاق بقرار ميداني ثوري للقواعد. قناعتي أن قيادة النهضة تستطيع التفاهم مع القروي أكثر من قيس سعيد. هي تحتاج مثلها تاجرا يحسن البيع والشراء، فقط لا غير. أين ذهب دفترخانة سي علي؟ أراه أفلت منكم، وأراكم لا تحاولون إلا اللحاق به، يائسين. أتعجب كثيرا من عدم قدرة القيادة، ممثلة في السيد الغنوشي وبعض المقربين، على تحمل مسؤولية أخطائها منذ ثلاثين عاما، وأتعجب، أكثر من ذلك، من قدرتها على تغيير السروج دون أي خجل أو حمرة في الوجه !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!