بكل جرأة: قد تكون النهضة في حاجة للغنوشي لكن الدولة لا تحتاج شيخا

تواترت تصريحات كثيرة من قيادات في النهضة كون الحركة قد تقدم رئيسها راشد الغنوشي لتولي منصب رئيس حكومة.

هذا الاختيار حدد ضمن اطار اوسع وهو ان النهضة مصرة هذه المرة على ان يكون رئيس الحكومة منها او من داخلها كما تبين التصريحات.

طبعا النهضة هي الفائز بالمرتبة الأولى في الانتخابات ودستوريا من حقها تقديم أي مرشح تراه صالحا لتولي هذا المنصب لكن السؤال مع هذا : هل ان الغنوشي مؤهل ليكون رئيس حكومة في هذه الفترة بالذات ؟

هذا الطرح لا علاقة له بما يطرحه غيرنا من تصنيفات ايديولوجية مسقطة او اتهامات فهذه معارك سياسية لا علاقة لنا بها لأنها تصب ضمن تصفية الحسابات وعقلية الاقصاء.

هذا السؤال طرحناه من زاوية مخصوصة وهي تقييم الشخصية في حد ذاتها.

قد يكون الغنوشي كفاءة حزبية في التسيير استطاعت انقاذ النهضة من ازمات كثير.

لكن نحن هنا نتعامل مع تسيير دولة لا تسيير حزب.

تسيير دولة تمر بوضعية اقتصادية صعبة بل متأزمة للغاية بالتالي فهي ليست في حاجة لسلطة تنفيذية يقودها شخص لأنه رئيس حزب بل الدولة وتسييرها يتطلب كفاءات اقتصادية وتقنية فالشعب قال كلمته في الانتخابات الأخيرة كونه لا يريد معارك سياسية ولا ايديولوجية ولا شخصية بل يريد معركة واحدة هي معركة الاقتصاد والتنمية والانجازات وارجاع قوة الدولة.

هذا الطرح ايضا لا يعني انتقاد الحركة كونها تريد اختيار شخصية منها لتولي المنصب والمهمة والامانة بل نكرر هذا حقها الدستوري وليس منة من احد بل هو تكليف الشعب لها وهو في النهاية من سيحاسبها . بالتالي لماذا الاصرار على نفس الوجوه في النهضة التي عرفناها لماذا لا تقدم وجوه اخرى ليس بالضرورة ان تكون من مدمني الحوارات التلفزية والاذاعية بل شخصية كفاءة ولا نظن ان حركة النهضة لا تمتلك شخصيات بهذه المؤهلات.

قد تكون النهضة في حاجة للغنوشي لكن الدولة لا تحتاج شيخا .

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!