رغم نجاحها المتميز في مواجهة وباء كورونا: حكومة الفخفاخ ارتكبت خطأين كبيرين كانت عواقبهما وخيمة

تونس – الجرأة نيوز : محمد عبد المؤمن

لا يمكن انكار ان الحكومة نجحت بامتياز في مواجهة وباء كورونا وقد اعطت الاولوية للمحافظة على المواطن قبل الاقتصاد .

كما لا يمكن انكار ان هذه الخيار كانت وستكون عواقبه الاقتصادية كبيرة.

لكن في مقابل هذا فان هذا النجاح لم يمنع من الوقوع في اخطاء كبيرة كان لها تأثير على شعبيتها اولا ثم ان هذه الخطاء اعطت الفرصة لمناوئيها لمهاجمتها حتى وصل الامر الى مطالبات بإسقاطها وهي في الحقيقة تصفية حسابات سياسية وجدت الفرصة لتتصاعد.

يمكن هنا رصد خطأين كبيرن لحكومة الفخفاخ.

الاول ان الحكومة بقصد او بغير قصد اظهرت كونها اعطت الاولية لرجال الاعمال على حساب المواطن فالدعم الذي قدم للمواطنين لتجاوز ازمة كورونا وتبعاتها غطت عليه سياسية اخرى تم اتباعها وهي دعم رجال الاعمال ورغم ان الامر منطقي وهو دعم المؤسسات لتجنب افلاسها وبالتالي تفاقم البطالة الا ان هناك قطاعات لم تتضرر ورغم ذلك وعدت او أقرت لها سيولة كبيرة اهمها المؤسسات الاعلامية الخاصة حيث ظهر الامر وكأنها هدية من الفخفاخ لكسب ودها حتى بان الامر وكان الفخفاخ يطلب دعم بارونات الاعلام والمال.

هذه الفكرة انتشرت وصارت صورة الفخفاخ وكأنه يهادن قوى المال عوض ان يلزمها بالقيام بواجبها.

الاتجاه الآخر الذي سارت فيه الحكومة هو دعم القطاع السياحي لكن من جهة واحدة وهم اصحاب النزل الذين تعودوا مع كل ازمة ان ينالوا النصيب الاوفر من دعم الدولة لكن في مقابل هذا فان قطاع مهم مثل الفلاحة لم ينل حظه او على الاقل ما يستحقه.

الخطأ الثاني للحكومة هو الضعف في مواجهة الفساد والفوضى فمثلا نجد الحكومة عاجزة امام ايقاف عربات نقل الفسفاط لمدة اسبوعين بل ان قاطرة لم تدخل حيز العمل بعد يتم حرقها ورغم ذلك يمر الامر وكأنه مجدر جناية بسيطة في حين ان مال الشعب اهدر وكان من اللازم ان تتحرك الحكومة بقوة للجم مثل هذه التجاوزات الاجرامية والا فإنها ستتكرر.

دعوات اسقاط الحكومة هي مطالب سياسيين بالأساس وليست مطلب الشعب وان كانت بعض وسائل الاعلام تحاول ان تصورها كذلك .

السؤال هنا: كيف ستستثمر الحكومة نجاحها في مواجهة اكبر خطر يهدد البلاد وهو وباء كورونا وفق سياسة مدروسة تبنى اساسا على عدم اضاعتها بأخطاء كان من الممكن تجنبها بسهولة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!