بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن/ قيس سعيد: نقطة فاصلة بين منظومة قديمة تقاوم ومنظومة تنتجها الثورة …

عندما طرح سؤال : كيف فاز قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية بتلك النسبة الكبيرة كان الجواب من البعض ان التونسيين ملوا من الاحزاب التي فشلت منذ 2011 لذلك فانهم يبحثون عن الجديد.هذا التفسير مستساغ ومنطقي لكن لا يمكن حصر السبب في هذا فقط.

فقيس سعيد هو في الحقيقة يمثل توجها كاملا يتجاوز الشخص الى منظومة كاملة تتشكل على مهل في بلادنا في المشهد السياسي.

فالنهضة التي حكمت منذ 2011 فشلت لأنها لم تغير بل حاولت رسكلة المنظومة القديمة وألبستها جبة بدل البدلة الحداثية أي ان ما حصل طوال فترة حكم النهضة هو تغيير في الاسماء واعادة تموقع لا غير .

يمكن ان نعتبر ان المحاولة الوحيدة التي حصلت لتغيير هذا ولو باحتشام أي انه ليس تغييرا جذريا بل نسبيا هو ما حصل مع امينها العام السابق حمادي الجبالي عندما اراد ان يخلق نهضة اخرى غير نهضة الغنوشي وبقية المشائخ فكانت النتيجة خروجه من الحركة والسبب او التهمة كونه خرج عن الجماعة وجاء ببدعة لم يقبلها الفكر القديم.

لو تتبعنا وضعية النهضة سياسيا لوجدنا انها تتآكل شعبيا عاما بعد عام وانتخابات بعد انتخابات وحتى ال54 مقعدا في البرلمان التي تحصلت عليها في الانتخابات الاخيرة لا تعكس الحقيقة لان الاهم منها هو كم صوت لها من تونسي وتونسية؟

لو قيمنا النتيجة بالأرقام أي بأوراق الاقتراع فان زلزالا حصل في الحركة لكن رغم ذلك فان الشيوخ مصرون على اتباع نفس الأسلوب أي مواصلة رسكلة المنظومة القديمة والتحالف معها .

لو حصلت انتخابات جديدة اليوم فان النتيجة التي ستفرزها لن تعكس حجم ما يحصل من متغيرات كليا لان الفاصل الزمني عن الانتخابات السابقة بسيط لكن رغم ذلك فانها حتما ستحقق نتائج اقل مما حققته في اكتوبر الماضي اما مصيرها بعد خمس سنوات لو بقيت كما هي فهو ما يمكن توقعه وهو انهيار قد يكون كاملا او على الاقل مؤثر جدا .

في مقابل هذا فان المساحة التي لم تملأها النهضة جاءت أطراف اخرى لتملأها وما قيس سعيد سوى الفكرة التي تبرز جديدة أي ان هناك منظومة جديدة تتكون وتتشكل ستتمكن مع الوقت من افتكاكك كامل مساحات النهضة .

هذا الأمر حمل شعار “الشعب يريد” والذي جاء محل “الاسلام هو الحل” و ” الجماعة الي تخاف ربي” حيث ظهر كون الوعي التونسي لم يعد يستسيغ مثل هذه الخدع السياسية .

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!