عدنان منصر: المنظومة القديمة اختارت الزبيدي وأعرضت عن الشاهد…والقروي والشاهد يريدان فرض نفسيهما عليها

قال القيادي السابق في الحراك بأن ما يحصل اليوم هو صراع بين الزبيدي والشاهد وتساءل : الزبيدي لم يكن راغبا في الترشح ولا في مناصب اخرى فما الذي حصل؟

ومثل منصر ما يحصل الآن بما حدث في 2011 عندما جيء بالراحل الباجي قائد السبسي وقد كان منسيا .

وكتب منصر في تدوينة على حسابه الشخصي على الفيسبوك

من هو مرشح المنظومة ؟ ومن يريد أن يفرض نفسه كمرشح للمنظومة

الفارق واضح، والصراع بين الشاهد والزبيدي أساسا، هو الذي يبين هذا الفارق. لا أشك أنه إلى حين الأزمة الصحية التي أودت بالرئيس الراحل، لم يكن الزبيدي راغبا في الترشح. مثلما كان غير راغب في مناصب أخرى قبل ذلك. مالذي جرى حتى غير الرجل رأيه؟

هو ببساطة نفس ما حدث عندما جيء بقايد السبسي في 2011 لترؤس الحكومة، وجعله لاحقا يتزعم معارضة الترويكا ثم يصل إلى قرطاج. جيء به من النسيان، حيث كان في بيته يعد أيامه، وكان قد نشر مذكرته منذ سنوات، ولم يكن اسمه حتى قيد التداول. المنظومة اختارت الزبيدي، ولا تزال مُعرِضة عن الشاهد. من هذه الزاوية، يتشابه الشاهد مع القروي في أن كلاهما يريد أن يفرض نفسه على المنظومة، وإن اختلفت أدواتهما وطرقهما. يكفي أن ننظر إلى الذين حول الزبيدي اليوم، والذين يتقاطرون عليه، إلى موقف اتحاد الشغل، واتحاد الأعراف، ومستشاري الرئيس الراحل بقرطاج ، ورجال الأعمال في تونس والساحل، وتقدم الرجل الثابت في الاستطلاعات، لنفهم أن المنظومة قد اختارته. حديث الزبيدي عن أنه كان مستعدا لاغلاق المجلس بدبابتين لمنع انعقاده وتداوله في شغور منصب رئيس الجمهورية ليس إلا دليلا على طريقة تفكير الرجل: لا ديمقراطية إذا هددت مؤسساتها بتجاوز الخطوط الحمراء. الخط الأحمر هنا كان فرض تغييرات لا تتحكم فيها المنظومة بالكامل. كان يفترض أن ترشيح الزبيدي سينهي المرشحين الآخرين من نفس العائلة، لذلك تدخلت مؤسسات اجتماعية وشخصيات وازنة من أجل توفير فرص نجاح أكبر له بمحاولة اقناع جمعة وغيره بالانسحاب ودعمه. لا أحد تدخل في الاتجاه المعاكس تماما. الآن، سيتوجب عليه إنهاء الشاهد حتى يستطيع المرور للدور الثاني، لأن الكتلة الناخبة التي يتحركان في إطارها، واحدة. ذلك ما دفع الرجل للخروج عن واجب التحفظ بكل تلك السهولة، وهو المعروف بتحفظه. لأنه لم يعد هناك من حل أمامه غير مواجهة مفتوحة مع الشاهد. الأسبوع الثاني من الحملة سيكون شرسا جدا، وربما استخدم كلاهما الاستخبارات التي تحت تصرفه (في الوزارتين)، في هذه المعركة. هل معنى ذلك أن الشاهد والقروي ليسا إبنا المنظومة؟ هما إبناها الشرعيان، ولكن المنظومة الآن تحتاج إلى أب !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى