جدل في امتحان الإنجليزية: أساتذة يعبّرون عن استيائهم من موضوع البكالوريا

عبّرت أستاذة تعليم ثانوي مختصة في اللغة الإنجليزية، لها تجربة تتجاوز 20 سنة في تدريس مستوى البكالوريا، عن استيائها الشديد من محتوى امتحان الإنجليزية للشعب العلمية لسنة 2025، معتبرة أن الموضوع المطروح يُخالف ما تم الاتفاق عليه بيداغوجيًا.

وقالت الأستاذة، في تدوينة لاقت تفاعلًا واسعًا بين زملائها، إن الموضوع الذي طُلب من التلاميذ تناوله يتعلّق بـالعمل عن بعد، مع ضرورة تقديم ثلاث فوائد وثلاث تحديات.
وهو ما اعتبرته “خروجًا عن القاعدة التربوية المتّبعة” والتي تؤكد أن التمارين الكتابية في امتحان الإنجليزية لا يجب أن تتضمّن عناصر متوازنة (nuancé)، بل التركيز على جانب واحد فقط (إما الإيجابي أو السلبي)، حسب ما تم تلقينه للتلاميذ طيلة السنة.

وأضافت أن هذا الموضوع لم يتم التطرق إليه نهائيًا في البرنامج الرسمي للسنة الرابعة ثانوي، لا بشكل مباشر ولا ضمني، مشيرة إلى أن قاعدة التقييم التربوي واضحة:
“We test what we teach.”
وبالتالي، لا يمكن مطالبة التلميذ بإبداء رأي في موضوع لم يتم تدريسه له من قبل.

كما تساءلت الأستاذة عن الملاءمة التربوية لمطالبة تلميذ في سن 18 سنة بتقديم نصيحة مهنية موجهة لأصحاب شركات بخصوص العمل عن بعد، مشيرة إلى أن هذا النوع من المواضيع يناسب امتحانات مثل IELTS أكثر مما يناسب امتحان وطني رسمي.

وختمت بتوجيه تساؤل صريح إلى الجهات المشرفة على إعداد مواضيع البكالوريا:

“هل الذين يقرّرون في محتوى الامتحانات أساتذة يمارسون التدريس فعلًا ويعرفون التلاميذ والبرامج؟ أم أن هناك فجوة تتسع بين القرارات البيداغوجية والواقع داخل الأقسام؟”

هذه الملاحظات فتحت الباب لنقاش أوسع في الأوساط التربوية، وسط دعوات إلى ضرورة مراجعة آليات إعداد الامتحانات الوطنية وضمان تطابقها مع ما يُدرّس فعلًا في الأقسام، حفاظًا على مبدأ تكافؤ الفرص وثقة التلاميذ في المؤسسة التربوية.

Scroll to Top