ضجّت وسائل إعلام بريطانية، على رأسها صحيفة “ذا صن”، بتقارير تتهم شابًا تونسيًا بالتحرش بسائحة بريطانية خلال تجربة بالمظلة الهوائية قبالة شاطئ سوسة، فيما نفت مصادر مهنية تونسية الرواية وأكدت أن ما وقع لا يعدو أن يكون “ادعاءات مغلوطة”.
قالت ميشيل ويلسون، 52 عامًا، في تصريحات لصحيفة ذا صن البريطانية، إنها تعرضت لما وصفته بـ”التحرش الجنسي” من طرف مشغّل مظلة هوائية أثناء تحليقها في السماء خلال عطلتها في تونس يوم 20 جويلية 2025.
وحسب روايتها، فإن الشاب “اقترب منها بشكل غير مريح”، وادّعت أنه “كان يتحسس جسدها ويتحدث معها بالعربية بطريقة مقلقة”، وأكدت أنها شعرت بالخوف والانتهاك خلال الرحلة التي استمرت نحو أربع دقائق فقط، مشيرة إلى أن الحادثة “أفسدت عطلتها” التي أنفقت فيها ما يقارب 8000 دولار مع عائلتها.
وقدّمت السائحة بلاغًا للشرطة المحلية، وتم فتح تحقيق في الحادثة مع توقيف الشاب التونسي المعني، وفق ما ذكرته الصحيفة، بينما تدخلت شركة “إيزي جيت” التي حجزت ويلسون رحلتها، وشركة تأمينها لمتابعة القضية.
رد تونسي رسمي: “الوقائع مغلوطة”
في المقابل، نفى كريم النابلي، كاتب عام غرفة القواعد البحرية للتنشيط السياحي بسوسة (التابعة لمنظمة الأعراف)، صحة هذه الرواية، مؤكدًا أن الحادثة تم تضخيمها وأن “ما تم تداوله مغلوط ولا يعكس الحقيقة”.
وأوضح النابلي أن السائحة البريطانية قامت بالنشاط البحري بمفردها، واستغرقت الرحلة 4 دقائق فقط، دون أن تسجّل أي ملاحظة أو احتجاج عند نزولها، بل إنها دعت صديقتها لاحقًا لخوض التجربة نفسها، التي وصفتها الأخيرة بأنها كانت ممتازة وقدّمت “إكرامية” للمرشد البحري.
لم يصدر أي بلاغ رسمي عن النيابة العمومية في تونس أو عن وزارة السياحة إلى حدّ الآن عن سائحة بريطانية في سوسة، فيما تتواصل الأبحاث بخصوص ما إذا كانت هناك أدلة مادية أو تسجيلات تدعم رواية السائحة.
يُذكر أن مثل هذه الحوادث، سواء ثبتت أو تم نفيها، لها تأثير كبير على صورة الوجهة السياحية التونسية، خصوصًا في الأسواق الأوروبية.
في انتظار نتائج التحقيق الرسمي، تبقى الحادثة في إطار التضارب في الروايات بين طرف بريطاني يدّعي حدوث اعتداء، ومصادر مهنية تونسية تنفي الأمر قطعًا. وبين هذا وذاك، من المهم الحفاظ على الشفافية ومتابعة الملف بمسؤولية قانونية وإعلامية لتفادي أي ضرر لسمعة القطاع السياحي في تونس.
