اندلعت نيران ثلاثة حرائق متفرقة في عمق مدينة باجة اليوم الاثنين، محوّلة سماءها إلى سحب دخانية كثيفة في مشهد نادر يزيد من تحديات موسم الحر الشديد. بدأت الجولة الأولى من المواجهة صباحاً في منطقة عين بلوين التابعة لمعتمدية باجة الشمالية، حيث هرعت وحدات الحماية المدنية بسرعة إلى موقع الحريق وتمكنت من إخماده بعد معركة قصيرة مع النيران. لكن قبل أن تجف معدات الإطفائيين، اشتعلت النيران مرة أخرى في المنطقة نفسها خلال ساعات الظهيرة، ليرسل ذلك إنذاراً جديداً لفرق الإنقاذ التي عادت إلى الميدان.
التحدي الأكبر تجسّد في الحريق الثالث الذي اندلع في منطقة مستوتة بمعتمدية باجة الجنوبية، حيث التهمت النيران حقولاً زراعية في مشهد مهيب. لا تزال وحدات الإطفاء تكافح حتى اللحظة للسيطرة على هذا الحريق الذي وصفته مصادر ميدانية بـ”الكبير“، وسط مخاوف من امتداده بسبب عوامل الطقس. المشهد الدخاني الذي غطى أجزاء من المدينة وثّقته عدسات السكان، بينما تواصل فرق الحماية المدنية تعزيز تواجدها في المناطق المتضررة.
هذا التتابع غير المسبوق للحرائق في يوم واحد يطرح تساؤلات حول أسباب اشتعالها المتكرر، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من جفاف الغطاء النباتي. الجهود لا تنقطع لرجال الإطفاء الذين يواصلون عملهم تحت ضغط الوقت، بينما يترقب السكان بقلق تطورات الموقف في مستوتة حيث لم تُعلن السيطرة الكاملة بعد.