2020 ارحلي غير مأسوف عليك : السنة التي ستبقى في ذاكرة التونسيين كأسوأ عام عرفوه

تونس – الجرأة الأسبوعية :

ساعات تفصلنا عن مغادرة عام 2020 هذه السنة التي ستبقى في ذاكرة العالم كأسوأ سنة عرفوها لكنها ستبقى في ذاكرة التونسيين بل في تاريخهم كعام قد يتحول الى رمز للشؤم والكوارث والمصائب التي حلت جميعا دون رحمة ولا هوادة.

في 2020 ضربت الجائحة بلادنا كما دول العالم الاخرى لكن بما اننا بلد بامكانيات قليلة واقتصاد منهك وموارد شحيحة فإننا كنا الاكثر تضررا من غيرنا .

دول اخرى وجدت في مخزونها من النفط او الغاز او الاحتياطات من العملة الصعبة وسيلة للتخفيف من المصيبة  والبعض الآخر وجد في شركاء اثرياء واغنياء الدعم والمساندة لكن تونس لم تجد لا ثروات ولا شريك يدعهما بل كان لزاما عليها ان تعول على نفسها وهو ما تفعله الى الان.

في الموجة الاولى من الجائحة استطاعت بلادنا انى تقاوم وتتجاوزها بسلام لكن مع ضريبة كبيرة هي اقتصادية وللأسف فان الحسابات السياسية والحزبية اغرقت البلاد اكثر فتحت شعار توسيع ما سمي بالحزام السياسي ادخلت البلاد في فوضى وفي توترات وصراعات سببها انانية افراد يتصورن انهم فوق الجميع وانهم اذكى من الجمينع ويعلمون خيرا من الجميع وبسبب تكتيكهم الغبي نجد اليوم اقتصادا به شبه منهار ان لم يكن منهارا ورغم كل هذا فان هؤلاء مازالوا  يواصلون في غيهم لا يوقفهم شيء وتلك سكرة النرجسية .

حالة احباط

في 2020صنف الشعب التونسي من بين اكثر الشعوب في العالم احباطا وتعاسة واكتئابا لكن مع استثناء وحيد وهو ان اهل السياسة بقوا سعداء وفرحين مسرورين ومبتهجين ويرون ان الوضع بخير والسبب هو انهم هم بخير وبطونهم مازالت تندفع الى الامام .

في 2020 استفحل الفساد اكثر من أي زمن مضى وصار حتى الوزراء متورطون فيه بل حتى رئيس حكومة جيء به لينقذ تونس وجد كونه غارق في قضايا تجاوزات ولا نقول فساد مادام حكم القضاء لم يصدر.

في 2020 تحولت تونس  في نظر العالم الى بلاد الفساد والتجاوزات الى درجة ان من يريد ان يساعد بلادنا صار يتردد لعلمه ان ما سيددفعه سيذهب في حسابات الفاسدين والمستكرشين .

في 2020 صار من ثار عليهم الشعب في مجلس نواب الشعب يسبون الثورة ويكفرون بها ويدافعون عن الديكتاتور ويعرضون صوره مكان شهداء الثورة.

السؤال هنا: هل ان سنة 2020 عام مشؤوم كما يقال ام انه تطير ؟

بغض النظر ان كانت عاما مشؤوما ام لا فانه سنة صعبة جدا في كل العالم وتونس ليست استثناء لكن ما عينينا هو وضعنا الوطني .

فما نعيشه اليوم جزء منه سببه الجائحة التي ضربت دون رحمة وتجاوزت تأثيراتها الجانب الصحي الى الاقتصادي لكن معه هناك جانب آخر وهو اننا نجني ثمار سنوات من الفشل والارتباك .

الفشل لا يمكن حصره في سنوات ما بعد 2011 فما قبلها كان ارثا صعبا وخاصة في فترة حكم بن علي وجزء من فترة حكم بورقيبة .

لكن مع هذا فان 10 سنوات منذ الثورة كان من الممكن ان تخرجنا من هذه الوضعية لو  توفرت عوامل وظروف لذلك لكن للأسف فان العوامل كانت محبطة والظروف كانت صعبة لينضاف الى كل هذا سياسيون هواة جلهم همه مصالحه الشخصية والحزبية وتقاسم كعكة السلطة وتصفية الحسابات مع الاخرين.

تونس ليست ضحية الظروف فقط بل هي ايضا ضحية ابنائها الذين جنوا عليها ان كان بقصد او بغير قصد فالبعض جاء ليتعلم السياسة والحكم ويجعل من شعب كامل ضحية لأميته السياسية وآخرون استغلوا الوضع ان كان المد الثوري او الفراغ الساسي ليمدوا ارجلهم ويحكمو بأحكامهم.

المهم ظان 2020 ترحل من غير رجعة وهذا في حد ذاته مكسب كبير.

نشر هذا المقال في الجرأة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى