بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن/ عندما يتدخل النافذون في السياسة ترتع «القطط السمان»

كتب محمد عبد المؤمن:

اطلقت مديرة الامراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية تصريحا يعتبر خطيرا قالت فيه ان فتح الحدود وعدم التقيد بالزامية التحليل للوافدين الى تونس من بعض البلدان الاوروبية حصل بضغوط من قطاع السياحة.

بعض المسؤولين اصحاب الضمير تدخلوا فورا لينفوا الأمر ويعلنوا كون الفتح للحدود لم يكن جراء ضغوط .

هذا التبرير لا يصدقه حتى طفل لان فتح الحدود في حد ذاته حتى وان لم تكن هناك ضغوط من اشخاص مستفيدين فهي حصلت اقتصاديا.

في نفس السياق لكن في اتجاه اخر يعمد ائتلاف الكرامة الى تقديم مبادرة تهدف الى ما يسميه تنقيح المرسوم 116 الخاص بالاعلام .

أي ان البلاد تواجه موجة ثانية من كورونا تهدد مصير شعب كامل ومخلوف ورفاقه همهم المرسوم 116 ومشغولون به و” طار عليهم النوم”.

من جانب آخر عمد جملة من الاشخاص ممن يصنفون كونهم مشاهير الى اطلاق عقيرتهم بالصياح  والعويل مدافعين على فرنسا بسبب الدعوات لمقاطعة بضائعها احتجاجا على الإساءة للرسول الكريم وهؤلاء  قالوا ضد من يتبنى هذه المقاطعة ما لم يقله مالك في الخمر .

الغريب ان جملة من المثقفين الفرنسيين بما فيهم رسامو كاريكاتور استنكروا الاساءة للأديان الاخرى واعلن بعضهم ان الحرية لا تعني  التعدي على مقدسات الشعوب الاخرى.

بين هذا وذاك تعمد الحكومة الى سحب 6 مشاريع قوانين دفعة واحدة والمجلس او مكتبه الذي يسيطر عليه الغنوشي يقبل بسحب بعضها ويرفض سحب اخرى ولا ندري ما هو المقياس او بالاحرى نحن نعلم لكن السبب لن يكون المصلحة الوطنية كما يقال.

في بلادنا اليوم هناك اشياء غائبة بل هي اشياء كثيرة منها العدالة فالقانون يطبق على الزوالي فيهدم كشكه وان كان في وسطه نائما فليذهب الى الجحيم .

اما ان كان المخالف سي فلان والسيدة فلتانة ذات النفوذ والعلاقات مع سي فلان آخر من جماعة السياسة فالقرار ينطبق عليه “بلوه واشربو ماه”.

في تونس اليوم من يرتكب جنحة او مخالفة صغيرة يحول الى المحاكمة ويفصل في ملفه في اسبوع اما من نهبوا المليارات وافتكوا امول و املاك الدولة فالقضايا المتعلقة بهم تنام لعشر سنوات بل تدخل في سبات أهل الكهف  والبركة في العلاقات والنفوذ والمصالح ” وكول ووكل “.

الى اين تذهب تونس ؟

سؤال محير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!