يوميات مواطن صالح «مرمضن» / «حشيشة رمضان قبل رمضان»
حدثنا مواطن صالح مرمضن قال:
بما أن رمضان هل هلاله كما يقال وحلت بركته فان التونسي بطبعه يغير من عاداته وحتى من سلوكياته بل لا نبالغ ان قلنا ان التونسي يتحول الى تونسي آخر.
فتارك الصلاة يعود الى ربه تائبا عابدا لكن لأجل مسمى . وعاقر الخمرة يهجر الادمان .اما المدخن فتلك قصة اخرى فان رمضان عنده يرتبط ” بحشيشة ” هذا الشهر الفضيل .
أولى ضحايا المدخن في رمضان هي الزوجة التي تجد أمامها زوجا ” مكشاشا” مكفهر الوجه يتعارك مع ذبان وجهو ويشري البلاء أينما وجده وحتى ان لم يجده .
حشيشة رمضان أو الادمان كما يعرفها علماء النفس هي حالة معنوية قبل ان تكون جسدية لان التحشيش يتطلب فترة من الوقت لينعكس على البدن والنفسية لكن الرجل الشرقي والعربي والتونسي ليس استثناء فهو احشش بمجدر ان يعلن المفتي عن موعد رمضان.
أولى ردات الفعل ان يخرج علبة السجائر ويبدا النبي عربي السيجار في جرة السيجار وكأنه يريد ان يأخذ كفايته قبل حلول الفجر وتحريم الاكل والشرب والسجائر وأشياء أخرى .
الضحية الثانية للمحشش في رمضان هم الأبناء فهم ينالون نصيبهم من الكش والنش طوال اليوم لأتفه الأسباب والجميع يأخذ حصته عمل والا معملشي وتلك عدالة المحششين رغم ان هناك محششات أيضا.
الضحية الثالثة للمحشش في رمضان هو العمل ذاته. فمع رمضان علينا ان ننسى شيئا اسمه الانتاج وحتى الانتاجية والضمير المهني لأن المردود الوحيد عند الكثيرين هو النوم فالصائم المحشش يقسم يومه بين ثلاث : النوم والكلوف وشريان الشبوك وفي كل هذا دز على ” اني صائم”.