يوميات مواطن صالح “مرمضن” / جماعة “الشُعبة” بعد التوبة النصوحة ولاو نهضة

حدثنا مواطن من بين الصالحين ومن الذين هم معروفون بتقواهم وورعهم وصدقهم بالتالي فان روايته غير مجروح فيها ما يجعله من الثقات  قال:

سألت أحد الشيوخ المعروفين بعلمهم وأيضا ورعهم : لماذا حولتم ابا زيد صاحب الحمار الى مجرم وسفاك وقاطع طريق وهو في الحقيقة ثائر على طغيان الفاطميين وحكمهم وفرضهم لمذهب جديد على اهل تونس وافريقية كلها.

لماذا شوهتموه وانتم سنة مثله ومن علمائكم من قاتل معه وثار الى جانبه ضد ظلم الامراء الفاطميين؟

عدل الشيخ من جلسته وسوى عمامته ثم قال: ذكرت أمرا جللا يا صالح…

 

من انتصر وفاز وبقيت دولته وبقي صاحب السلطان والقوة أليس المنصور لدين الله الفاطمي ودولته.

من انهزم وشرد وفقد سلطانه وجاهه وصار طريدا ثم قتل اليس أبا يزيد مخلد بن كيداك صاحب الحمار؟

قلت أجل هذا انهزم وذاك انتصر وهذا استرجع سلطانه وذاك فقده.

فقال:

ما حصل في ثورة الحمار وبعدها هو نفسه ما حصل في ثورة البرويطة وما بعدها.

قلت وكيف ذلك فأجاب:

أذكر يوم الفصل ألم تخرج  شلة تصيح للسلطان المنهزم محاولة ان تساعده ليبقى او على الاقل تخلي مسؤوليتها كونها حاولت ما تستطيع وان حصلت معجزة وعاد له سلطانه فلهم اثر كونهم بقوا أوفياء له او بالأصح لمصالحهم معه.

ويواصل الراوي سرديته قائلا:

بين ثورة صاحب الحمار وثورة صاحب البرويطة تشابه كبير ففي الأولى هاجت الجماهير ودعمت الثورة وقاتلت رأس الفاطميين الظالم كما يرونه ولعله كذلك وفي ثورة صاحب البرويطة فان الجماهير لم يكن يعنيها الا ان تقضي على رأس الدولة الزينية نسبة الى الحاكم في تلك الفترة.

بعد ان انهزم صاحب الحمار وعادت السلطة للفاطميين فانه تعلم الدرس وأول  ما فعله هو الانتقال الى القيروان بدل المهدية

الامر نفسه حصل في الثورة الثانية فقد تم الانتقال بعاصمة السلطة من قصر التجمع بالعاصمة الى قلب النهضة بمونبليزير كما تم تغيير اللون حيث أزيح لون الشعبة الأحمر ووضع بدلا عنه اللون الازرق لأنه وفق الفلسفة الجديدة لون الامل والقوة والنقاء والتقوى وما الى ذلك.

لكن هناك امر آخر حصل غير اللون والمقر وهو تغيير الحاكم ذاته والاتيان بجديد… وقور وتقي وعليه علامات وامارات الصلاح والبر والاحسان .

لكن ليس هذا فقط بل هناك تغيير اهم من هذا وهو ان التشكيلة الرسمية للشُعب ان كانت ترابية او مهنية أو لجان تنسيق تحولت الى مكاتب لحزب الدين والصلاح.

هذا الامر اكده لنا الراوي وقال ان الادلة موجودة لا في كتب التراث بل في الانترنات فالثورة اعطت مفهوما واحدا للتوبة النصوحة وهو ان تنتقل من الشعبة الى النهضة ومن دخل دار ابي سفيان او ابي سمية فهو آمن.

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى