ياسر الجرادي: فنان اكتشفه الجمهور بعد رحيله؟
في تدوينة، تناول الإعلامي عامر بوعزة قضية وفاة الفنان التونسي ياسر الجرادي وتأثيرها على الشارع التونسي. بوعزة أشار إلى أن الحزن الذي اجتاح الشارع التونسي من شماله إلى جنوبه لوفاة الجرادي لا يعكس بالضرورة ذوقًا جماهيريًا راقيًا أو مجتمعًا مثقفًا، بل هو حالة عاطفية بسبب الموت ليس إلا.
وأشار بوعزة في تدوينته إلى أن صفحة ياسر الجرادي على موقع يوتيوب، التي أُنشئت منذ عام 2012، لم تتجاوز عدد مشتركيها 3,200 شخصًا، مقارنةً بأرقام المتابعين الضخمة لفنانين آخرين مثل “سانفرا” و”سامارا” الذين يتمتعون بملايين المتابعين. هذه الأرقام، بحسب بوعزة، تشير إلى أن محبي فن الجرادي كانوا قلة قليلة رغم الاهتمام الإعلامي الذي لم يتأخر عنه.
وتساءل البعض عن سبب عدم اكتشاف ياسر الجرادي إلا بعد وفاته، ليأتي الجواب من خلال التحليل الذي قدمه بوعزة بأن المسؤولية تقع على عاتق الأذواق الجماهيرية ومحتويات المشاهدة على المنصات الرقمية، وليس على الفنان نفسه أو وسائل الإعلام. “ليس مطلوبًا من الفنان أن يطرق أبواب بيوت الناس”، هكذا علّق بوعزة على حالة الجهل بالفنان الذي لم يُعرف بشكل واسع إلا بعد وفاته.
تثير تدوينة بوعزة تساؤلات هامة حول كيفية تقييم الفنانين في حياتهم وبعد رحيلهم، وما إذا كان الجمهور يدرك قيمة الفنان إلا بعد فوات الأوان. حالة ياسر الجرادي تسلط الضوء على فجوة واضحة في تقدير الفنون الراقية، وتؤكد أن الانفعالات العاطفية قد لا تعكس دائمًا الواقع الحقيقي لشعبية الفنانين وتأثيرهم الثقافي.